كيف أتقبل العمل في تخصص أكرهه بشدة؟

1 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
٠٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     أبدأ بأخذ نَفس عميق ومطول لعدة مرات؛ فَبِوضعك الحالي غالبًا ما تشعر باعتصار في قلبك وغضب يعمي بصيرتك، وببغض وكره للمستقبل الذي ينتظرك. قم بالتنفس لتطلق سراح نفسك من هذه المشاعر، وتستقبل الحلول وتفكر بها بفعالية وتجد ما يناسبك.

     بإمكانك تفريغ هذا النوع من المشاعر والأفكار عن طريق كتابتها على ورقة أو مناقشتها مع شخص قريب سيتفهمك ولن يصنع أحكام مسبقة عنك. الآن من بعد رجوع مشاعرك لحالة مستقرة نسبيًا؛ لنتناقش بالأمور التي بإمكانك القيام بها لتتكيف مع وضعك الحالي:

   1 - قم بتحديد المشكلة بِدقة: قم بكتابة كل شيء تكرهه عن تخصصك وفي حال كنت قد بدأت العمل؛ اكتب ما تكرهه في منصبك الحالي أو ما تكرهه في مكان عملك -بالإضافة للتخصص-. تجنب كتابة شيء عام مثل "كل شيء فيه"؛ فذلك لن يساعدك على إيجاد المشكلة الفعلية التي تواجهها.

    * الطالب الجامعي / الخريج الذي لم يتوظف: سيكون سبب كرهك لتخصصك يتعلق بشكل مباشر به.

 -هل كان اختيارك له عشوائيًا أو لمجرد تناسب تجميع الثانوية العامة الخاص بك بالتخصص؟

 -هل تشعر أنه تخصص أصعب من ما توقعته ولن تقدر عليه؟

 -هل كان مختلفًا عن الذي توقعته؟

 -هل درسته بسبب نظرة المجتمع أو خيارات والديك؟

 -هل فقدت الحب والشغف الذي دخلت التخصص به مع مرور السنوات الدراسية؟

 -هل كانت تجربتك الجامعية سيئة من ناحية جودة التعليم والعلاقات الاجتماعية؟. حدد بصورة دقيقة الأمر الذي يجعلك تكره تخصصك.

    * المتوظف حديثًا: إضافة إلى احتمالية كرهك للتخصص بسببه هو عينه، لربما كرهته بسبب منصبك الحالي أو بيئة عملك. فالبعض لا يكره التخصص منذ بداية دراسته في الجامعة، بل يكرهه من بعد تطبيق الذي تعلمه في الحياة الواقعية -سواء أثناء التدريب أو العمل الفعلي-.

  -هل تكره المهام المطلوبة من هذا المنصب المعين؟

  -هل تتعرض للمضايقات أثناء إنجازك للمهام المطلوبة منك (كتعرض المهندسة المدنية للمضايقات في العمل الميداني)؟

  -هل بيئة العمل غير مريحة ولا تشعر بالأمان فيها؟

  -هل التنافس بين زملائك كبير ويدفعهم إلى التخلي عن صفات مثل التعاون والتنافس العادل والشريف؟

   2 - حدد خطة الحل التي ستقوم باتباعها: الأن من بعد تحديدك للسبب الفعلي للمشكلة من بعد رجوعك لجذورها، قم بصناعة خطة وضع حلول ستتبعها لتخرج نفسك من وضعك الحالي.

   *أنضم لمجموعات خاصة بتخصصك: فتعاملك وتحدثك مع أشخاص في مجلك يمتلكون شغف كبير فيه سيغير نظرتك لتخصصك ومشاعرك إتجاهه. اسألهم عن الأمور التي تجعلهم يحبون عملهم، اسأل عن المهارات والدورات التي تعلموها ليطوروا من أنفسهم؛ فمعظمها لا يتم تعليمه بالجامعات، وتعلمها يجعل عملك أسهل ويجعلك تفهمه من وجهة نظر مختلفة أكثر إمتاعًا عن تلك التي تمتلكها أنت وجميع زملائك بالتخصص.

   قم بمناقشة مشكلتك معهم، واسألهم إذا عانوا منها أو عانوا مما يشابهها؛ كفقدانهم للشغف إتجاه تخصصهم لفترة من الوقت. تعرف منهم على المناصب المختلفة التي تستطيع الالتحاق بها في مجال تخصصك.

   *اختر منصبًا مختلفًا من التخصص: فغالبًا ما ستكون المناصب التي تستطيع أن تشغلها متعددة في مجال تخصصك. فعلى سبيل المثال ليس من الضرورة أن يعمل طلاب تخصص الكيمياء التطبيقية فقط في المصانع الكيميائية والغذائية؛ بإمكانهم العمل في مستودعات الأدوية أو في تحليل المياه في سلطة المياه، أو في المعاهد البحثية أو في دائرة البحث الجنائي أو حتى في سلك التدريس.

  وكمثال آخر لنأخذ تخصص الهندسة المعمارية؛ فليس بالضرورة أن تعمل بتصميم المباني، بإمكانك العمل في تنسيق الحدائق أو التصميم الداخلي أو في بيع العقارات أو تقوم بدورات لتعليم برامج ومهارات معينة. جرب مناصب مختلفة من تخصصك؛ فربما تجد منصب تستمع فيه أو تتقبله بشكل أفضل.

   *خطط جديًا في تغيير مجال عملك وتخصصك: فالحياة قصيرة جدًا لنمضيها بفعل أمور لا نطيقها. حدد الأمر الذي تهتم به، الأمر الذي تود تجربته، والأمر الذي لا تمانع تمضية حياتك بالقيام به. إذا كنت طالب جامعي في بداية مسيرتك في هذا التخصص؛ فكر بجدية في التحويل لتخصص آخر، ولا تقم بهذه الخطوة بشكل عشوائي؛ ادرس خياراتك وحدد بالضبط التخصص الذي تريده، ثم قم بالتحويل إليه.  إذا كنت قد أنهيت دراسة هذا التخصص أو على وشك الانتهاء من دراسته؛ بإمكانك التفكير بدراسة تخصص ثانٍ ترغب به -سواء دراسات عليا أو كشهادة بكالوريوس ثانية-.

     قم بتطوير بعض المهارات الأخرى التي لا تتعلق بتخصصك؛ فتعلم ذاتيًا أو قم بأخذ دورات في هذه المهارات. كتعلمك استخدام برنامج الفوتوشوب ومهارة التصوير ومهارات صنع الأفلام والفيديوهات، فتعمل لاحقًا كمصور. أو تتعلم مجموعة من لغات البرمجة المطلوبة حاليًا وكن مميزًا فيها واعمل كمبرمج -سواء كعمل حر أو مكتبي-، خذ دورات الطهي التي تقدمها مدراس وأكاديميات الطهي في بلادك؛ لتفتتح المطعم أو المحل الخاص بك. اكتب كتابًا إذا كنت تمتلك شغف وحب وموهبة في الكتابة.

    وجود خطة مرغوبة تتعلق فيها ستجعل أيام عملك في التخصص المكروه أكثر تحملًا، اعتبر عملك بتخصصك مصدر رزق لك ولعائلتك، ومجرد ممول مادي لأحلامك وطموحاتك المستقبلية. فبالنهاية لربما ما يجب عليك القيام به هو التكيف المؤقت في العمل بتخصصك، لا تقبله والبقاء فيه.

  -المراجع: