إن وعد الله حق لعباده وإن سر استمتاع المؤمن بالعبادة الثقة بوعد الله للمتقين من عباده والثقة بأن رحمته تسبق غضبه سبحانه. ولا يكون القدوم على الله إلا على أجنحة الرغبة والرهبة والشوق
وهذا يتحصل عليه بالمجاهدة
فمن جاهد شاهد
ومن سجد وجد
ومن أراد ذلك فليطهر قلبه من الأغيار فإن القلب مرآة الرب ومحل نظره ويطهر النفس من الأمراض الباطنة ويخرج من مراد النفس إلى مراد الرب.
وليستعن بكثرة الذكر والتفكر
ومجالسة أهل الصلاح فإن حالهم
يدفع للتأسي بهم
وإن استغلال الأوقات المباركة يزيد من شحنة الإيمان ففي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
( ألا لربكم من أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها ) أخرجه الطبراني والسيوطي
وإن في الحديث القدسي عن الله تعالى :
( ألا أعطيكم ألا أحبوكم يا أهل الجنة ؟
أفلا أزيدكم ؟
فيقولون أي ربنا ماذا تعطينا وماذا تزيدنا وقد ابحت لنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء؟
فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا) رواه البخاري ومسلم والترمذي.
وهذا الرضوان يكون برؤية ربهم تعالى في الجنة ومن يحظى بتلك الرؤية هم خاصة أهل الجنة
وهذه البشارة من الله تعالى كافية
لأن يبذل المؤمن فيها كل وقته
وأن يخلص في عبادته.
ولم يكن دعاء زوجة فرعون بالجنة إلا لما علمت من المعية الإلهية ،
فقالت رضي الله عنها : ( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ) فطلبها الجنة كان لحصول المعية والقرب .
وهذا حال المؤمن فهو يعبد الله لرضاه لا لجنة ولا نار والمقصود رضى الغفار.