أعتبر سؤالك هذا سؤالاً ملغوماً، لأنك على الأغلب تفكر في دخول تخصص تحبه وعلمت لاحقاً أنه غير مطلوب ويبقى هذا تخميناً لا أكثر.
- إن اختيارك للتخصص الذي ستدرسه في الجامعة يعتمد على الكثير من الاعتبارات، إحداها مستواك الاجتماعي والمادي، فمثلاً يمكن أن يحصل ما تقول بأن تختار التخصص الذي فقط لأنك تحبه دون النظر لاعتبارات أخرى كسوق العمل ولكنك غير آبه بالسوق الوظيفي أصلاً لأنك ضامنٌ للوظيفة التي تنتظرك في شركة والدك أو في مصنع خالك، أو في مشروعكم العائلي لمحل الألبسة المشهور، فأنت هنا تدرس لتنال درجة البكالوريوس في شيء تحبه مع وجود تسهيلات مسبقة لعملك.
- وإن كانت الدارسة فتاة، ربما تقول أنني لا أعير الوظيفة أي اهتمام لأنني أدرس هذا التخصص بسبب حبي له بالدرجة الأولى ولأنني لن أعمل بعد التخرج لأن مستوى عائلتي المادي لا يعوزني للعمل، أو لأن عائلتي لديهم تحفظات على عملي فأريد أن أستمتع بما أحب في الجامعة.
- وقد يأتي شخص آخر يمتلك مشروعاً أو يعمل بالأصل قبل الجامعة –وهم كُثر- ويقول أنني أمتلك العمل وأريد دراسة هذا التخصص لأنني أحب الدراسة وأريد حمل شهادة جامعية "لأُعد متعلماً".
إذن إن لاحظت أن الأشخاص في هذه السيناريوهات الافتراضية لا يأبهون بالعمل بذات التخصص الذي يدرسونه لذلك اختاروا مجالاً لأنهم فقط يحبونه بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.
- عليك سؤال نفسك قبل اختيار التخصص، لماذا أنا هنا أدرس؟
- إجابتك على هذا السؤال ستحدد العوامل التي على أساسها تختار تخصصك، إن كنت تدرس لتنال أي شهادة تعمل بها حينها –تقريباً- لن يكون لمجال التخصص أي معنى بالنسبة لك.
- وإن كنت تبحث عن المنطق والرغبة معاً فأنت على الطريق الصحيح –في وجهة نظري- لأن الإنسان لا يعلم ما هو مخبأ له من ظروف، إضافة أنك ستشعر بلذة كبيرة حينما تدرس تخصصاً تحبه وتمتلك الشغف نحوه، وفي الوقت ذاته قد فكرت منطقياً بمستقبله وما سيؤهلك إليه من عمل، حينها صدقني أنك ستقضي وقت دراستك وعملك –حتى المتعب منهما- بكل راحة ورضا وشغف وحب.