يعد اختيار التخصص الجامعي من أكثر القرارات التي تحتاج تمهلاً وتفكيراً في الحياة، كونه ما سيظل معك مدى حياتك خاصة إن عملت بشهادتك، لذا سأطرح لك قليلاً من الأفكار والنقاط المهمة التي تساعدك على اختيار تخصصك دون أن تتشوش من أي طرف خارجي:
أولاً: إن التخصص الجامعي يحتاج بناءً تحتي
- بمعنى؛ أنك يجب أن تحدد –على الأقل- المجال الذي ستدرس فيه قبل دخولك الثانوية العامة، وليس شرطاً أن تحسم أمرك وتحدد التخصص، مثلاً إن كنت ترغب ولديك القدرة على دخول تخصص طبي فهذا يستوجب أن تدخل الفرع العلمي في الثانوية العامة ليؤهلك لدخول تخصص طبي في الجامعة، وهذا يعتمد بشكل كبير على قدراتك الدراسية.
- إذن عليك بداية تحديد قدراتك قبل دخول مرحلة حسم القرار ليسهل عليك الاختيار.
ثانياً: أين تجد نفسك؟ وبماذا أنت شغوف؟
- يمثل شغف الإنسان تجاه دراسته وعمله عامل الاستمرار الأول، وأقول لك ذلك نتيجة تجربتي في سوء اختيار التخصص ثم التحويل لتخصص آخر وجدت نفسي فيه، وأصبحت شغوفة به.
- إن دخولك تخصصاً ترغب فيه وتجد نفسك به سيوفر عليك وقتاً وجهداً وحسرات كثيرة.
ثالثاً: دراسة سوق العمل للتخصص الذي تريد
- لا يكفي أن تختار تخصصاً تريده فقط، بل يتوجب أن توازن بين رغبتك وبين مستقبلك الذي يعتمد على دراسة التخصص.
- قم بالاطلاع على التخصصات المشبعة والراكدة وتلك المطلوبة، أو بإمكانك وضع هذه النقطة على الهامش –قليلاً- إن كنت ترغب في افتتاح مشروع خاص بك، أو إن كنت تضمن وظيفة جاهزة لك بعد التخرج.
رابعاً: الآن أنهيت الثانوية العامة وعليك حسم قرارك بعد صدور النتائج
- أجمع كافة النقاط السابقة وضعهم في عين الاعتبار، وقم بمشاورة أهلك ولكن على حياد على أن تحرص أن يكون رأيهم غير مؤثر بالمعنى الكبير في قرارك.
هنا مربط الفرس بألا تشتت نفسك مع أناس لا يملكون خبرة كافية لنصحك. ألا تستمع من أشخاص متطرفين في آرائهم.
- لا تقدس رأي أحد، وفي الوقت ذاته لا تهمش رأي أحد بشكل كلي بل كن متوسطاً حيادياً في الاستماع بدايةً لأشخاص حكماء لديهم خبرة حول رأيهم بالتخصص الذي اخترته وترغب بالتقديم له.
- لا تكن عنيداً للحد الذي يجعلك تغلق عينيك عن المنطق والعقل، بل أجمع كافة الآراء التي ترى أنها خرجت من أكفاء، ثم وازن بين ما درسته عن التخصص وبين آرائهم على أن تفند الإيجابيات والسلبيات لترى كفة من سترجح.
- الآن حددت قدراتك، رغبتك، يحكمك معدلك وتخصصك في الثانوية العامة، درست التخصص من كافة الجوانب ثم أخذت رأي الأكفاء دون تعصب وبكل أريحية؛ وبعد استخارتك تضع التخصص الذي اخترته في حال وجدت أنه المناسب ثم تتابع وضع التخصصات الأخرى حسب ما تم اقتراحه عليك.
وبذلك تكون قد اخترت تخصصك بالعقل والرغبة معاً، ومع مشاورة الأهل –الأكفاء- وخرجت بنتيجة مرضية.