أولا: يجب أن تعلم أن كل ما يقال عن خاتم سليمان وأن سر ملك سليمان إنما كان في خاتمه، فبه سخر الله له الجن والطير والدواب، كله من الإسرائيليات التي لا أصل لها ولا دليل عليها، بل هي أقرب إلى الحكايا، وكلام اليهود وطعنهم في معجزة سليمان عليه السلام حيث نسبوا كل ما أعطاه الله إياه من المعجزات والكرامات إلى السحر حاشاه عليه السلام من ذلك.
والصحيح أن الله سخر له هذه المخلوقات وأعطاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وذلك بتسخير الله له وليس بفضل خاتم أو غيره فهذا فيه إضعاف لهيبة هذه المعجزة.
وما روي في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً) من أنه كان له خاتم ودخل مغتسله يوماً فأعطاه لزوجته فتصور الشيطان بهيئة سليمان فأعطته له فتمكن الشيطان من السيطرة على ملك سليمان إلى آخر القصة، لا أصل له وإنما هو من الإسرائيليات.
ثانياً: أما مسألة أين خاتم سليمان بعد وفاته: فالله أعلم بذلك!
فقد يكون دفن معه في قبره، وقد يكون أخذه أحد من ورثته وأولاده، وقد يكون ضاع!
أما اعتقاد وكلام بعض الناس أنه أخذه بعده أحد من البشر أو الجن فلا يزيد على أن يكون حكايات وخرافات لتسلية الناس!
ثم حتى لو آل هذا الخاتم إلى أحد بعد سليمان وصدقنا قبل ذلك أن سر ملك سليمان كان في هذا الخاتم، فإنه لن يكون لهذا الخاتم تأثير في يد غير سليمان عليه السلام، ولن يستطيع استخدامه في تسخير الجن والدواب والطيور له، بل سيكون خاتماً عادياً شأنه شأن باقي الخواتم!
والسبب: أن العلة ليست من الخاتم نفسه وإنما هي بتسخير الله وقوته والخاتم لا شيء، والله قد أعطى سليمان ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده كما جاء في القرآن، يعني لن ينال أحد من الملك والتسخير ما ناله سليمان، فالخاتم ليس مصباح علاء الدين كما قد يظن البعض!
ثالثاً: الأحرى بالمسلم أن يبحث عما ينفعه من فوائد القصص القرآني وقصص الأنبياء، أما المسائل التي لا ينبني عليها عمل ولا فائدة فليس من المهم البحث عنها، ولا فائدة ترجى من ورائها، فليشتغل بما ينفع ويترك ما لا نفع فيه.
والله أعلم