قد يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال، حيث أن مفهوم موت الخلايا هو السائد. لكن بعد البحث تبيّن وجود كائنات حية لا تموت بسبب أنزيمات أو هرمونات أو عمليات معينة. لنرى هذه الكائنات الخالدة:
قنديل البحر الخالدة المعزولة: immortal jellyfish Turritopsis nutricula
استطاعت تلك القناديل عكس دورة حياتها وخاصة عند إصابتها أو في مرضها. حيث يعود مرحلة الزوائد اللحمية خلال فترة ثلاثة أيام، مما يحول خلاياه إلى حالة أصغر سناً حيث يعود لتشكّل كتل أنسجة صغيرة، تتحول لمرحلة من حياتها الجنسية غير الناضجة بما يشبه ما يحدث لشرنقة الفراشة أو شرغوف الضفدع" أبو ذنيبة"، لتنمو في النهاية إلى مرحلة البلوغ مجددًا.
الكركند أو جراد البحر:
هناك جدل حول الكركند، حيث السبب الشائع للوفاة هو المرض لا الموت. لذلك يعتبر بعض العلماء أن هذا الكائن خالد بيولوجيًّا. إنهم ينتجون الكثير من أنزيم تيلوميراز في جميع خلاياهم طوال حياتهم، مما يسمح لهم بالحفاظ على الحمض النووي الشبابي إلى أجل غير مسمى. وجد أن بعض أنواع الكركند قبالة سواحل نيوفاوندلاند يبلغ من العمر 140 عامًا، لكن معظم الذكور يعيشون حتى أوائل الثلاثينيات من العمر بينما تعيش الإناث في المتوسط 54 عامًا.
السلاحف القوية:
تعيش السلاف منذ قرون، فإذا استطاعت السلاحف تجنب الحيوانات المفترسة والأمراض فإنها ستعيش لمدد طويلة. كان يُعتقد أن سلحفاة ألدابرا العملاقة تدعى Adwaita كان عمرها 255 عامًا عندما ماتت في عام 2006، وأكد التأريخ الكربوني لقوقعتها أنها ولدت بالفعل حوالي عام 1750. ولم يكن العمرهو السبب، لقد ماتت بسبب فشل كبدي معقد بسبب جرح نجم عن صدع في قوقعتها.
الديدان المفلطحة: Pseudoceros concinnus
تشتهر هذه الديدان المستوية بقدراتها على التجديد، حيث يمكن أن تشكل الدودة عرضيًّا أو طوليًا دودتين منفصلتين. فلو تم قطعها توًّا إلى أربع قطع ستكون على ما يرام. في حقيقة الأمر ستبدأ ثلاث من القطع الأربع للديدان المفلطحة في التملص من بعضها البعض. وفي غضون ثلاثة أسابيع، ستنمو القطع الأخرى، وكذلك الرأس، إلى دودة مسطحة كاملة - مماثلة للدودة الأصلية- بنية داكنة وطولها حوالي نصف بوصة. هذا التجديد اللامحدود على ما يبدو ينطبق أيضًا على الشيخوخة والأنسجة التالفة، مما يسمح للديدان بخداع الموت إلى أجل غير مسمى، وفقًا لدراسة أجريت في جامعة نوتنغهام.
الحوت الأحدب:
على الرغم من أنه ليس حيوانات خالدة من الناحية البيولوجية ، فإن الحوت المقوس الرأس هو أقدم حيوان ثديي على قيد الحياة. فمن المعروف أن العديد من أنواع الحيتان تعيش لأكثر من 70 عامًا، على الرغم من اكتشاف العلماء في التسعينيات ندوبًا على الحيوانات الضخمة التي صنعتها أسلحة من القرن التاسع عشر. عاش أقدم حوت مقوس الرأس 211 عامًا. بالإضافة إلى امتلاكها فترات حياة طويلة، تُصنف الحيتان على أنها من أكبر الحيوانات الحية في العالم.
البكتيريا المقاومة للإشعاع: Deinococcus radiodurans
يمكن أن تموت هذه الحيوانات الخالدة أيضًا وتعود إلى الحياة بفضل استجابتها المذهلة لإصلاح الحمض النووي. يمكنها البقاء على قيد الحياة من البرد والجفاف والفراغ والحموض، حيث تم إدراجها على أنها من أصعب البكتيريا في العالم. يقول كتاب غينيس للأرقام القياسية إنهم "يستطيعون مقاومة 1.5 مليون راد من إشعاع غاما، أي حوالي 3000 ضعف الكمية التي قد تقتل الإنسان! "
دب الماء: Tardigrade
يقاوم دب الماء التلف، من خلال الدخول في حالة من الكريبتوبيوسيس cryptobiosis، وهي حالة من عدم النشاط تسببها البيئة الجافة. تضغط الحيوانات الدقيقة على كل الماء من أجسامها، وتراجع رؤوسها وأطرافها، وتتدحرج إلى كرة صغيرة، وتصبح نائمة لتوقف التمثيل الغذائي لها. عندما تتحسن الظروف، فإنهم يستعدون ويبدأون أعمالهم. تنتمي بطيئات المشية إلى فئة النخبة من المخلوقات التي يمكنها البقاء في بيئات لا يستطيع معظم الآخرين تحملها. فيمكن أن تعيش 30 عامًا بدون طعام أو ماء، وفي درجات حرارة تصل إلى الصفر المطلق أو أعلى من درجة الغليان، وعند ضغوط تبلغ ستة أضعاف أعمق خنادق المحيط، وفي فراغ الفضاء. تعود مرونتها جزئيًا إلى بروتين فريد في أجسامهم يسمى Dsup - اختصارًا لـ "مانع الضرر" والذي يحمي حمضهم النووي من التعرض للأذى بسبب أشياء مثل الإشعاع المؤين الموجود في التربة والمياه والنباتات.
المراجع:
84 مشاهدة
