قد يخطر على بالك عند قراءة جملة" نجم الموت" أنك ستقرأ عن نجم موجود في السماء. سأقول لك أنك لم تخطئ، بل قد جانبت الكثير من الصواب. لكن المفاجئ أيضًا أن لقب" نجم الموت" أيضًا يطلق على محطة فضائية خيالية استخدمت كسلاح دمار شامل ظهر في سلسلة الخيال العلمي "حرب النجوم" للمخرج جورج لوكاس. لكنني سأبدأ الآن بنجم الموت الحقيقي الذي اكتشفته عالم فلك بعيدًا في الفضاء.
تم اكتشاف نجم الموت هذا قرب زحل كقمر من أقماره أطلق عليه اسم " ميماس"، الذي استنبط من أسطورة قديمة عن عملاق قتله إله الحرب "مارس" في الحرب التي دارت بين الآلهة أوليمبيك والاجبابرة Titans. وبعد موت تيتان قامت أرجله التي على شكل أفاعٍ بالانتقام له ومهاجمة قاتله. اكتشف"ويليام هيرتشيل" القمر في 17 أيلول/ سبتمبر من عام 1789 من خلال استخدام مقراب عاكس يبلغ طوله 40 قدماً. قام باختيار أسماء أقمار زحل السبعة الأولى ابن ميتشيل"جون"، من خلال ربطه لها بأسماء إخوان وأخوات تيتان. قمر ميماس هو أصغر وأقرب أقمار زحل الرئيسة إليه. يمتلئ القمر بفوهات لا يزيد قطرها عن 400 كيلومتر، وقد تم تسمية الفوهة التصادمية الأكثر تميزًا في تضاريسها به باسم العالم هيرتشيل، وتمتد لمسافة تطال ثلث وجهه، وبعرض 130 كيلومتراً.
كان بإمكان التصادم الذي أحدث هذه الفوهة أن يحطم القمر لأجزاء. يبعد القمر عن كوكبه مسافة 200000 كيلومتر، ويدور حوله كل 23 ساعة. يقوم ميماس بمحاكاة قمر الأرض في إظهاره نفس الوجه لزحل أثناء دورانه حوله. يعتقد العلماء أن معظمه مكون من مياه جليدية بسبب كثافته المخفضة، لكنه قمر غامض ومثير للدهشة بسبب تكوينه الصلب المتجمد، وشذوذ مداره والذي يفوق شذوذ قمر زحل الآخر إنسيلادوس، وهذا ما يوضح أن ميماس أكثر دفئًا من إنسيلادوس الذي يشع حرارة داخلية من ينابيعه الساخنة. إن امتلاك ميماس لأكبر الفوهات السطحية في النظام الشمسي يقترح وجود السطح المتجمد لفترة طويلة من الزمن للحفاظ عليها.
هذا التناقض- سطح متجمد وتدفئة مديّة- أوجد ما يسمى بـ"اختبار ميماس"، وهو اختبار نظري يفسر سبب انصهار الماء الجزئي على قمر إنسيلادوس وتجمد الماء بشكل تام على قمر ميماس. يدور ميماس حول زحل دورتين كاملتين مقارنة مع القمر"تيثس" القمر الأبعد عن زحل وهذا ما يطلق عليه بالرنين المداري. كما يعتقد أن هذا الرنين هو المسبب لما يسمى فجوة هويجنز بين ميماس وحلقات زحل. هذه الفجوة سترسم الحد الفاصل بين حاجز كاسيني وحلقة B، وبعض الموجات المكثفة داخل الحلقة A. كما تتسبب زاوية ميل القمر ميماس الصغيرة مع مستوى الحلقة إلى ظهور موجات عمودية منحنية بداخل الحلقة A. تحدث أيضًا ظاهرة الرنين المداري بين ميماس والأقمار إنسيلادوس وديون ليؤثر على مدارات آنثي وميثون وبالين.
تم التقاط صورة جديدة للقمر ميماس في 19 تشرين ثان عام 2016، من قبل مركبة كاسيني التابعة لوكالة ناسا، والتي تدور حول زحل من مسافة 85000 كيلومتر. وضحت هذه الصورة الدقيقة مدى تشابه ميماس مع سلاح حرب النجوم. نجم الموت التخيلي أو محطة حرب النجوم ظهر كحصن قوي شامل القدرات، تم تصميمه لتدمير الكواكب بصورة افتراضية وذلك بلحظة لا تتعدى رمش العين. يبلغ العرض الحقيقي له 120.7 كيلومتر، وهذا ما تم الكشف عنه من قبل تقنية " VFX"، كما يبلغ طولها حوالي 35 متراً، بما يقارب طول طائرة بوينغ 737. يتكون طاقمها من 1.7 مليون فرد عسكري و 400000 الروبوتات، و 250.000 مدني / متعاقدون وموظفو تموين.
هذه المحطة الفضائية الكروية متسقة مع بعضها، وقد صممها الفنان كولين كانتويل بالتشارك مع تصورات المخرج جورج لوكاس. قام جون ستيرز ببناء النموذج، مع وضع صوت الأزيز من ليزر فائق، مع قلب صورتها أفقيًّا في الفيلم لتلائم التصوير. بعد الانتهاء من التصوير، كان من المقرر التخلص من نموذج المحطة الأصلي، بالإضافة إلى إحدى مجموعات السطح؛ ومع ذلك، تم الإبقاء عليها، وقد كانوا موفقين في ذلك. تم تزويد نجم الموت الخيالي الول بآلاف المدافع التوربينية، والأيونية والليزرية، ومجموعة تضم 7000-9000 مقاتل TIE، وعشرات الألوف من سفن الدعم.
تم اقتراح إنشاء " نجم الموت" على البيت الأبيض عام 2012، لتحفيز الاقتصاد، وخلق فرص عمل للمتعطلين. حصل الاقتراح على عدد من التواقيع تجاوز الـ 30000 توقيع. تم تقدير تكلفة البناء بنحو 850 كوادلريليون دولار، أي بتكلفة توازي 1300 ضعف كمية الموارد الطبيعية القابلة للتعدين على الأرض، حسب تقدير جامعة ليهاي. لذا كان رد البيت الأبيض بعدم الرغبة أو دعم تفجير الكواكب، مع التشكيك في تمويل سلاح يتم استغلاله بمركبة فضائية يقودها رجل واحد. في عام 1981، لاحظ العلماء وجود تشابه بين ميماس، ونجم الموت. وتم استخدام مصطلح " نجم الموت" من قبل بعض علماء الفلك لوصف العدو الافتراضي المسؤول عن إجبار المذنبات والكويكبات على الانجذاب من سحابة أورت باتجاه الأرض.
386 مشاهدة
