هل منع عمر بن الخطاب أبا هريرة من رواية الحديث-رضي الله عنهما-

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 إن كنت تقصد بأن رش زوايا المنزل بالملح لإبطال السحر أو الحسد والعين فالأصل معالجة ذلك الشيء عن طريق الأذكارات الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. لا لم يمنع الصحابي عمر بن الخطاب أبو هريرة رضي الله عنه من رواية الحديث ولكنه منعه من أن يخبر الناس بما قال له النبي صلى الله عليه وسلم خشية من أن يتكل الناس ويتراخوا في العبادة.
- فعندما سمع الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه البِشارةٌ العظيمةٌ لأهلِ التَّوحيدِ، وأنَّه مَن مات وهو يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ خالصًا مِن قلبِه فله الجنَّةُ. أسرع ليخبر الناس بذلك فلقيه عمر بن الخطاب فلما أخبره بالذي بعثه إليه النبي صلى الله عليه وسلم ضرب بين ثدييه ضربة قوية ومنعه من أن يخبر القوم بذلك.

وهذا دليلٌ على شدَّةِ عُمرَ رضي الله عنه، وحِكمتِه، وسَعةِ فِقهِه. وبأنه كان يخشى أن يتكاسل الناس عن العبادة ويتكلوا على ما قال عليه أنه من لقي وهو يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ وفيه: فضيلةُ أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه 
- ففي الحديث الذي روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر في نفر، 

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد، 
فإذا ربيع يدخل في جوف حائط في بئر خارجة، والربيع الجدول، فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: 
أبو هريرة؟ فقلت: نعم يا رسول الله، قال: ما شأنك؟ قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا، فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي، فقال: يا أبا هريرة وأعطاني نعليه، قال: اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة، 
فكان أول من لقيت عمر، فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة؟ فقلت: هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة، فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاستي، فقال: 
ارجع يا أبا هريرة، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثري، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك يا أبا هريرة؟ قلت: لقيت عمر، فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي، قال:

ارجع، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر ما حملك على ما فعلت؟ قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس فخلهم يعملون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلهم. رواه مسلم.


- كما روي عن الصحابي أبو هريرة بأنه انغَمَسَ في طلب العلم والتعليم في خِلافة عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-، وقد شارك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معركة اليرموك، وقد أرسله عُمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- والياً إلى البحرين، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أرسله إليها من قبل؛ لأجل نشر الإسلام، وتعليم النَّاس وتفقيههم في أمور دينهم، والإفتاء لهم، فلمَّا رأى فيه اللّين والانشغال بالعبادة، 
عزله عن الولاية في فترة من الزمن، ولما أراد أن يُرجعهُ مجددا قال أبو هريرة -رضي الله عنه- له: "أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حلم
والله أعلم