لا صحة لادعاء ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي هريرة رضي الله عنه، وهذه إحدى الشبهات الباطلة التي يثيرها بعض من المنتهمين لروافض الشيعة.
وفحوى الشبهة أن عمر رضي الله عنه ضرب أبي هريرة لأنه كان يفتري أحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان ينسب له ما لم يقله، وهذا غير صحيح ولا أصل له.
من المعروف -لمن يطلع على المصادر الصحيحة- أن أبو هريرة من أصدق من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أحرص الصحابة على طلب الحديث، وفي السنة النبوية ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك، وذلك لما سأل أبي هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ".
ولكن، لأن البشر كلهم يخطئون وهذا أمر طبيعي لا يمكن إنكاره، فقد وردت رواية صحيحة في كتاب النهاية والبداية لابن كثير، أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما هددا أبو هريرة بالنفي، إذا روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومقصد عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذا التهديد، نهيه عن الإكثار من نقل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامة الناس، لأن الناس يختلفون في علمهم وجهلهم، وقد يساء فهم ما يقول به أبو هريرة رضي الله عنه.
لذا بقي أبو هريرة رضي الله عنه يروي الحديث بين أهل العلم، ولم يمنعه عمر بن الخطاب عن ذلك أبداً، بالإضافة إلى ذلك، فإن من غير المنطق أن يمنع عمر رضي الله عنه أمراً حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على نقل كلامه إلى الناس.