سأذكر لك في البداية القصة التي وردت في سبب عزل عمر بن الخطان رضي الله عنه لأبي هريرة رضي الله عنه وبالروايتين اللتين وردتا بخصوص هذا الموضوع، ثم سأبين لك محل الخلاف حتى يتضح لك سبب العزل، ومنعاً للشبهات التي أصابت أبو هريرة رضي الله عنه بسبب هذه القصة.
القصة كالتالي:
عندما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلافة المسلمين، جعل أبو هريرة والياً على البحرين، فقدم بعشرة آلاف ( أي رجع إلى المدينة بعشرة آلاف دينار)، فقال له عمر رضي الله عنه:" أستأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه؟ فقال أبو هريرة: لست بعدو الله وعدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما، قال: فمن أين هي لك؟ فقال أبو هريرة رضي الله عنه: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت علي، فنظروا، فوجدوا كمال قال( أي أبو هريرة رضي الله عنه) وفي رواية عن أبي هريرة:" خيل لي تناتجت، وسهام لي اجتمعت، فأخذ مني اثني عشر ألفاً"
اما بالنسبة للرواية الثانية:
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي هريرة:" كيف وجدت الإمارة يا أبا هريرة؟ قال بعثتني وأنا كاره، ونزعتني وقد أحببتها، وأتاه بأربمائة ألف من البحرين، فقال أظلمت أحداً؟ قال: لا، قال: أأخذت شيئاً بغير حقه؟ قال: لا، قال: فما جئت به لنفسك؟ قال: عشرين ألفاُ، قال: من أين أصبتها؟ قال: كنت أتجر، قال: فانظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعلالآخر في بيت المال".
وتوضيحاً لذلك، فإن سبب عزل عمر بن الخطاب لأبي هريرة رضي الله عنهما، اشتغاله في التجارة، بينما أن ولاة الأمر لم يكونوا يملكون شيئاً. وما حصل حرصاً من عمر بن الخطاب على أداء الولاة لواجبهم حق أداء، ودفع أي شبهة قد تقع بحقهم، حرصاُ منه على أمر المسلمين.
وأما بالنسبة لأمر عمر بن الخطاب لأبي هريرة بقسم ماله، وهو أن ولاة الأمر كانوا إذا اكتسبوا شيئاً من المال، كانوا يتقاسمونها من بيت مال المسلمين حرصاً من عمر رضي الله عنه على أن لا يكون ما اكتسبه الولاة بسبب ولاتهم لأمر المسلمين.
المصادر
موقع بيان الإسلام للرد على شبهات حول الإسلام
إسلام ويب