لا لا يمكن اعتبار التعلق أعلى من الحب لأن في بعض الأحيان قد يوجد التعلق دون الشعور بالحب بل ينتج عن عادة أو نمط حياة.
وهنالك فروقات عظيمة بين التعلق والحب تؤكد أنه ليس أعلى من الحب وهي:
الحب غير أناني بينما التعلق أناني: وعندما نرى صفة الأنانية في العلاقة نجد أنها لا تراعي الطرف الآخر وهذا الأمر موجود في التعلق بينما في الحب يطور الإنسان سمات وصفات أكثر إيجابية فيها التضحية والاهتمام بعيدًا عن الأنانية، والهدف منها إسعاد الشخص الآخر. بينما الأنانية في التعلق سبب في التوتر والقلق مما يعني أنه لا يعلو على الحب.
التعلق يفرض السيطرة، والحب يعطي التحرر؛ فالحب يساعد كل من الطرفين على التعامل بشكل طبيعي والذي يمكن من خلاله إصدار الصدق دون الخوف من أي نقطة من نقاط الضعف الشخصية، ويتم فيه تطوير الثقة والنمو بشكل سليم مما يحقق التحرر، بينما في التعلق فهذا الأمر غير متوفر وغير موجود مما يعني عدم القدرة على التحكم بالنفس والجسد، وهنا نجد أن السلوك السلبي لا يمكن أن يتفق مع التطور وعليه لا يمكن أن يكون التعلق بما فيه من أمور سلبية بمرتبة أعلى من الحب بما في الحب من إيجابيات.
الحب سبب في التطور، والتعلق سبب في الهدم، التعلق قد يكون أحد المظاهر في العلاقات المسبب لفقدان كافة العوامل التي يمكن من خلالها فهم النفس والوعي بها وبالتالي فرض التحكم بطريقة تحقق القبول والتنوع والاستمرار. وعليه التعلق هنا سلوك هادم للعلاقات بطريقة سلبية ولا يسير بها باتجاه التطور والنمو والاستمرار، فلا يمكن أن يكون التعلق أعلى من الحب.
الحب طويل الأمد بينما التعلق متأثر بعوامل عدة. في الحب يقدم الشخص مشاعره دون مقابل ويتقبل الآخر بكافة سلبياته بينما الأمر بالتعلق مختلف تمامًا وحسب الطريقة التي ينشأ بها التعلق والطريقة التي ينشأ بها الحب نجد أن التعلق سببه تلبية حاجات معينة على المستوى النفسي والعاطفي والجسدي وفي حال اختفاء السلوكيات التي تلبي هذه الحاجة يختفي التعلق بينما الحب ولأنه لا يكون مشروط وحتى في حال عدم تلبية بعض الحاجات نجده مستمر، وعليه فالحب أعلى من التعلق لا محالة، ولا يمكن أن يكون التعلق هو الاعلى ضمن العلاقات.