طبيعة النفس الفطرية طواقة للحرية إلى حد بعيد وهي محبة للطاعة في حالات معينة فقط، ولكنها في المجمل تبحث عن الحرية بشكل دائم.
فالحرية هي سبب للشعور بالأمن والاستقلالية، والطاعة سبب في الشعور بالضيق والتوتر والظلم في بعض الحالات خاصة إن كانت الطاعة صادرة عن نظام وتوجه فيه نسبة كبيرة من الاستبداد.
ويمكن القول أن النفس محبة للطاعة عندما تحقق الطاعة شعور الأمن وذلك في الحالات التالية:
أولًا: اتباع المنظومة الأخلاقية القيمية؛
وهنا نعم النفس مطواعه وقابلة للرضوخ لأن الابتعاد عن المنظومة القيمية يعني وجود نفس شاذة محاطة بالرفض والوتر والقلق، وهذا الأمر وضمن الحاجات الإنسانية أمر مرفوض ولا يمكن التعايش معه وسبب في تطور الكثير من الاضطرابات النفسية.
تتضمن هذه المنظومة العادات والتقاليد والثقافة والقانون.
ثانيًا: اتباع العقيدة؛
تشعر النفس بأنها مقدمة للطاعة ضمن العقيدة لأنها سبب في الشعور بالسكينة والحب والتقبل، وسبب من عدم الخوف من المستقبل، فنجد الأشخاص وفي مختلف العقائد مقدمين لمظاهر الطاعة (عبادات مختلفة) بشكل فيه الكثير من الحب والرضوخ والسلام.
ثالثًا؛ اتباع العاطفة الإيجابية؛
وهنا نجد أن الطاعة بين الأشخاص المحبين أمر موجود والنفس تتقبله بطريقة كبيرة وذلك للحفاظ على المشاعر الإيجابية وتجنب المشاعر السلبية.
وهنا الحب هو الدافع الأول لإظهار الطاعة والانسياق روائها لتحقيق نمو اجتماعي سليم فيه تقدير واحترام الذات، وكلما قلت الطاعة في الحب كلما كان الشعور بعدم الرضا النفسي كبير.
أما الحالات التي تكون فيها النفس غير محبة للطاعة؛
أولاً: الشعور بالظلم وعدم العدل والتسلط؛
وهنا يمكن أن يكون الظلم ضمن البيئة الأسرية أو المجتمعية أو السياسية، فنجد النفس تبحث وتتحمل الكثير من العقبات والعواقب التي تترتب على فعل التخلص من الظلم (إن صح القوم تحمل مسؤولية التمرد).
هنا النفس تكون مقيدة وغير متخذه القرار نتيجة أفكار شخصية للطاعة، فنجد مثلا الأبناء متمردين على الأهل ومظهرين سلوكيات انحرافيه نتيجة الضغط والتسلط.
وكذلك الأمر لدى بعض الأشخاص في بعض العقائد، فنجدهم تاركين للعقدية ومعلنين التحرر ضمن اللا طاعة.
ومن ناحية أخرى ممكن أن نجد هذا الأمر لدى الكثير من المضطهدين سياسيًا.
ثانيًا؛ وجود بعض المعتقدات المخالفة للواقع؛
وهنا قد تكون الطاعة شكل من أشكال السجن الفكري للشخص الغير قادر على فهم حقيقة الواقع ولديه نوع من الخيال المبالغ فيه للحياة الطوباوية. فنجدة متمرد على الحياة بكل ما فيها وغير قادر على إظهار الطاعة.