كيف يكون النذر للزواج وهل هو جائز شرعاً

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 النذر للزواج أو من أجل الزواج صورته أن ينذر الشاب أو الفتاة بأن يزوجها الله تعالى من شخص معين، بحيث إذا تحقق هذا الزواج عليها نذر كذا وكذا.

- وإذا حصل النذر حيث نذرت لله تعالى فعل طاعة معينة إن أنت حصلت على الزواج مما تريدين فيجب عليك الوفاء بالنذر، ولا يلزمك الوفاء به قبل حصول الأمر الذي علق النذر على حصوله، ولو أديت النذر قبل حصول الزواج مثلاً ثم حصل الزواج لاحقا فلا بد من الوفاء به مجددا لأنه لم يجب قبل حصول الأمر المعلق عليه.


وحكم هذا النذر: أنه مكروه وغير مستحب بدليل الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تَنْذروا، فإن النذر لا يغني من القدر شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل" رواه مسلم.

- كما أنه هناك نذر ممدوح وهو نذر الطّاعة المجرّد دون تعليقه على شيء يُلزم الإنسان نفسه به حملا لها عن الطّاعة ومنعا للتقاعس والكسل أو شكرا على نعمة.

- ويجب على المسلم أن يعلم بأن النذر لا يقرب من ابن آدم شيئاً لم يقدره الله له، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن النذر لا يقرب من ابن آدم شيئاً لم يكن الله قدره له، ولكن النذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج" رواه مسلم.

- وعليه: فالنذر هو أن يلزم الشخص نفسه بشيء من العبادات لم يلزمه الشرع عليه.
- والنذر أنواع:
1- النذر المعين: وهو أن يحدد أيام معينة لصيامها أو شهراً معيناً كأن ينذر صيام أول عشرة أيام من شهر كذا، أو ينذر صيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري وغيرها، وهذا النذر يجب الوفاء به في حالة المقدرة على الصيام إذا جاء الوقت الذي حدده. لقوله تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) {الحج 29} وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه) متفق عليه

. 2- النذر المعلق: وهو ما تم تعليقه على وجود نعمة، أو دفع نقمة، فَوُجِد ذلك، فيلزم الوفاء به. كمن يقول إذا حصلت على وظيفة خلال ستة أشهر على صيام أسبوع مثلاً، فإذا حصل على وظيفة خلال هذه المدة فعليه الوفاء بالنذر وهو صيام (أسبوع) أما إذا مضت الستة أشهر ولم يحصل على وظيفة فلا يلزمه الصيام لأن النذر انتهى.

- والأصل في المسلم أن يعبد الله وصوم بدون نذر، لأن النذر لا يكون إلا من بخيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- والحكمة من النهي عن النذر المعلق:
أولاً:
لأن الناذر يأتي بالنذر مكرهاً ومتثقلا له، وليس عن طيب نفس منه.

ثانياً: ل
أن الناذر بنذره وكأنه يشترط على الله تعالى وصار نذره كالمعاوضة التي تقدح في نية المتقرب، فإنه لو لم يشف مريضه، لم يتصدق بما علقه على شفائه، وهذه هي حالة البخيل، فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل، يزيد على ما أخرج غالبا.

ثالثاً:
لأن الناذر يعتقد أن الله تعالى لا يحقق مطلوبه إلا من خلال النذر وهذا اعتقاد جاهلي مفاده أن النذر يوجب حصول الغرض الذي من أجله كان النذر، أو أن الله يحقق للناذر ذلك الغرض لأجل نذره.

رابعاً:
كما أن بعض الذين ينذرون يعتقدون بأن النذر يردّ القضاء، أو أنه يجر لهم في العاجل نفعا، ويصرف عنهم ضرا، فنهى عنه خوفا من جاهل يعتقد ذلك، وتنبيها على خطورة مثل ذلك المسلك على سلامة الاعتقاد.