هل الحكم على الشخص بأنه سيء الأخلاق من موقف واحد مبرر أم لأ؟

غير مبرر، فإصدار الحكم لموقف خاطئ واحد أَو خمسة أو عشرة غير مبرر، فالإنسان بطبعه الخطأ، وإذا أردنا فعلا أن نحكم على شخص فعلينا أن نكون عادلين بأن ننظر بعين العدل إلى حسناته وسيئاته واختباره في عملية توجيهي طويلة للحكم عليه، وهناك مقولة جميلة لمصطفى صادق الرافعي يقول فيها "داخل كل إنسان تعرفه، انسان لا تعرفه" يعني أنك مهما ظننت أنك تعرف إنسانا معينا فبالتأكيد هناك جوانب في شخصيته وفي ملامح حياته أنت لا تدركها وربما لن تدركها 

لا يوجد هنالك اي صفة تحدد ماهية الإنسان, لا يوجد اي شيء في الحياة يحدد ماهية الإنسان اصلاً, فالإنسان يجمع حياة في داخله مليئة بالتفاصيل, فلا يمكننا إختزال اي إنسان بناءاً على سلوك سيء بذر منه.. البشر يختزلون غيرهم لأن هذا يحميهم, طبيعياً سيتجه الإنسان إلى نبذ المجرم و إحتقاره و نزع الإنسانية منه بدلاً من التعاطف معه, لأن الإنسياق في التعاطف مع المجرم امر مربك عاطفياً للإنسان و يفتح امامه تساؤلات مقلقة.. فيجنب الانسان نفسه هذه التساؤلات بإختزاله للبشر.. 

برأيي الشخصي أن الموقف الواحد للشخص ليس معيارا دقيقا للحكم على أخلاق الشخص وسلوكه؛ لأن الموقف قد يكون محكوم بظرف ما أو أن هذا الشخص لم يستطع التصرف في هذا الموقف كما يجب.

الإجابة المنطقيّة على سؤال من هذا النّوع هو " بحسب الموقف"..
فبعض المواقف لا تحتاج حُكمًا سابقًا للشّخص، فهي واضحة لك وُضوح الشّمس أنّها فِعل السّوء، أمّا المواقف التي تمتلك احتمالية حدوثها "بلا مُسبِّب مباشر لها" لا أساس لك في الحكم إلّا من خلال البّينة..

والأصل دائمًا عند الإنسان المُسلم، أن يُحسن الظّن في غيره حتّى آخر رمق، وهذا لا يجعله "ساذجًا" إزاء التّمييز بين السّيّء والخيِّر.

فمثلًا: 
شاب يُمسك سكينًا ويُريد قتل آخر ، فقتله، فمات.
لو أردنا التّعامل مع هذه الحالة قضائيًّا،
سيتمّ الأخذ بجريمة القتل، وحتى إن قال أنّه لم يقصد، وحتّى ولو كان غير قاصدٍ حقًّا!
لكن لماذا ؟
لأنّ الادّعاء على شيء لا يثبت إلّا ببيّنة، وهنا البيّنة "السّكين".
..
لكن ماذا إذا كانت الحالة كالتّالي:
دفع شخص غيره أمام سيارة، فارتطم بها.. فمات.
هُنا لا يُمكن الجزم أنّه دفعه عمدًا.. لأنّ الأصل براءة ذمّة الإنسان،
فهو لا يملك بيّنة للقتل، ولا يُثبت ذلك إلّا بدليل،
كإيجاد مقطع تصويريّ للحادثة مثلًا.
......
والحكم على الإنسان لو أردنا اتّباع المنطق، والحكم الشّرعيّ يتمّ التّعامل معه باليقين..
لكنّ السّؤال يتساءل عن حالة السّوء التي ترتبط بالإنسان -شخص الإنسان نفسه-..

لذلك الأجدر أن لا يحكم المرء على بواطن غيره، وإن بدت ظواهره غير جيّدة، خوفًا من الوقوع في دائرة "سوء الظّنّ".
ولكنْ في نفس الوقت، (المؤمن كيّس فطن)، لا يقع في شرّ أعمال السّوء من أصحاب السّوء.

وتبقى هذه الدُّنيا دار اختلاف، وليست دار قرار..
والمرء تتبدّل أحواله بليلةٍ وضُحاها، بل من الثّانية إلى الأخرى -خاصّة في هذه الأيّام-،
فلا يحقّ للمرء أن يحكم على إنسان حُكمًا جازمًا مُطلقًا.

الجواب السريع هو "لا" وربما يكون الجواب "نعم", والسبب أن التفاصيل أهم, وهنا الأسئلة:
- هل هذا الشخص من عامة الناس (عادي) أم من رموز المجتمع ومسؤوليه (وزير, مفكر, رئيس...........إلخ)؟: * شخص من عامة الناس قد لا نحكم علية من عدة أخطاء متفرقة * خطأ من شخصية  مسؤولة قد يدمر مجتمع
- هل الخطأ تبعه مجاهرة وتباهي أم ندم وتراجع؟
- ما هي طبيعة الخطأ؟: سرق ليسد رمقا أم ليزداد ترفا!
- ما هي سمعة هذا الشخص داخل مجتمعه أو أقاربه (بوصلة بها شيء من الدقة), لأن فقدان الثقة أسهل بكثير من بنائها
- الحديث يطول وجوابه الصحيح من وجهة نظري "لكل حادث حديث"

بالتاكيد لا يمكن اطلاق صفة شخص سيء او حتى جيد من موقف واحد،  ووصف اي شخص بتلك الصفات يكون بعد الاختلاط معه ولوقت كافي،  حيث يكوّن الشخص فكرة صحيحة عن اي شخص آخر،  وبالتالي فانه سيجد مبررات للتصرفات الخاطئة التي قد يقوم بها الشخص،  ومن اجل اطلاق حكم عادل على اي شخص من المهم ان اضع نفسي مكان ذلك الشخص ومعرفة الضغوط التي دفعته لارتكاب الخطأ،  وبعد ذلك نطلق حكم على تصرفه ان كان خاطئ او لا ، ويكون الحكم على التصرف وليس حكم على الشخص نفسه. 

السلام عليكم 
حسب رأيي و المواقف التي مررت بها شخصيا فهذا غير  مبرر لأن الإنسان خطاء و النفس أمارة بالسوء إضافة إلى أن الشخص أحيانا يقوم بتصرفات خارجة عن شخصيته إذا كان في حالة غضب أو استياء أو حزن كبير فمثلا أذكر أن جارتنا يوم وفاة والدها خرجت تسب و تشتم جارها وهو في سن والدها وتدعو عليه بالموت و تتهمه بأنه قاتل أبيها وهي لم تعلم بعد أن والدها هو من كان يسوق السيارة في يوم الحادث وحتى إن كان هذا الجار هو السائق فموقفها مبرر لأن الحزن غلب على قلبها و أعمى بصيرتها ويوم الحادث كثير من الناس انتقدوها ووصفوها بقليلة الأدب ربما الذين جربوا فقدان الأهل من تفهموها ذلك اليوم

انا شخصيا مررت بموقف مشابه و عليك ان الا تتسرع امنح ذلك الشخص فرصة اخرى ربما ظروفه دفعته لارتكاب فعل سيئ في تلك اللحظة ولا تنسى ان بعض الظن اثم

طبعا غير مبرر فالخطأ والنسيان من طبائع البشر وهو مرفوع عنهم كما ورد في الحديث ( رفع عن امتي ثلاث الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )

لا أظن بأن هذا يبرر الحكم عليه من موقف واحد بل لا يكفي ذلك حيث أن الإنسان قد يمر بظروف أو أحوال تضيق فيه تصرفاته ولكن سرعان ما يتراجع عنها لا سيما إذا نصح ونبه لذلك والأصل أن الحكم على شيء فرع من تصوره وأنه لا يحكم عبى الشخص بسوء أو صلاح إلا إذا بني ذلك على يقين جازم بأنه كذلك ويظهر ذلك واضح للشخص الذي يكثر من معاشرته فيراه في مأكله ومشربه وحله وترحاله وفي معاملاته وتصرفاته عندها يتمكن من معرفة الشخص الذي يقابله....