حديث ( أفضل الحج العج والثج ) روي بهذا اللفظ عن ثلاثة من الصحابة وهم :
أبو بكر الصديق ، وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ، وحسنه الشيخ الألباني كما في كتابه صحيح الجامع.
وروى الترمذي هذا الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما : أن رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُئل : أيُّ الحجِّ أفضلُ ؟ قال : ( العجُّ والثجُّ ) . وصححه الترمذي .
قال صاحب كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :
( قال العج والثج ) بتشديدهما والأول رفع الصوت بالتلبية ، والثاني سيلان دماء الهدي ، وقيل دماء الأضاحي .
فالعج : رفع الصوت بالتلبية بعد الإحرام ، وفضيلته أن فيه إعلانا وجهرا بأعظم ما يقوله العبد وأحق ما أعلنه وجهر به وهو : توحيد الله وإعلان الخضوع له سبحانه وحده .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا ) رواه الترمذي
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية)) رواه الترمذي .
قال ابن القيم رحمه الله في معنى التلبية :( أنها تتضمن الخضوع والذل , أي خضوعاً بعد خضوع .. أنا ملب بين يديك , أي خاضع ذليل ).
لذا كان رفع الصوت بهذا الخضوع الذي هو حقيقة الدين وزبدة الشريعة محبوب إلى الله تعالى.
والثج : وهو إسالة دماء الهدي أو الأضاحي تقربا إلى الله وحده ، وهذا فيه شكر لله تعالى على منَ به على عبده من إتمام نسكه وقضاء حجه .
والعج والثج من شعائر الحج التي شرعها الله منذ زمن إبراهيم عليه السلام كما قال تعالى في سورة الحج :
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) )
والله أعلم