الجن المقصودين هم الذين جاءت قصتهم في سورة الأحقاف في قوله تعالى:
" وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29)".
وقد روي أن هؤلاء الجن كانوا من جن مدينة نصيبين أصلاً وأن عددهم تسعة من وأسماؤهم هي: سليط الجني، وشاصر الجني، وخاضر الجني، وحساومسا الجني، ولحقم الجني، والأرقم الجني، والأدرس الجني، وحاصر الجني.
وقيل كانوا سبعة من الجن ثلاثة من نجران وأربعة من نصيبين.
وبعضهم سمى من الجن زوبعة.
وبعضهم عدد أسماؤهم كالتالي: شاصر وماصر ومنشى وماشي والأحقب.
وسمى بعضهم منهم عمرو بن جابر.
والصحيح أنه ليس في أسماء هؤلاء الجن ونسبهم وأصلهم وعددهم بالضبط خبر ثابت يرجع، إليه، لذلك فكل ما يقال تخرصات وظنون، وهي لا تنفع ولا ينبني عليها عمل ولو كان في معرفتها خير لأخبرنا بها الرسول عليه الصلاة والسلام أو اهتم بمعرفتها الصحابة رضوان الله عليهم، لذلك فإن الاعتناء بمعرفة أشخاصهم وأسمائهم صرف للوقت فيما لا ينفع.
وقد اختلف العلماء في أصل قصة هؤلاء الجن وهل استمعوا تلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن دون قصد منه لأسماعهم وشعور منه بهم أم كان ذلك بموعد بينه وبينهم.
فبعض العلماء ذكر أن قصة هؤلاء الجن حصلت عند منصرف النبي عليه الصلاة والسلام من الطائف بعد تكذيب ثقيف للنبي ورميهم له بالحجارة فهام عليه الصلاة والسلام على وجهه حتى بلغ قرن الثعالب ونزل له ملك الجبال ولم يرض النبي أن يطبق الأخشبين عليهم، وأثناء عودته إلى مكة وصلاته في أحد الأدوية مر به نفر من الجن فاستمعوا قراءته وأنصتوا لتلاوته وآمنوا بدعوته وانصرفوا إلى قومهم منذرين، ولم يشعر بهم حتى أخبره ربه، وكان في ذلك تأنسياً له وتخفيفاً عنه عليه الصلاة والسلام.
وقال بعض العلماء بل هذا اللقاء كان بموعد بين النبي عليه الصلاة والسلام والجن بمكة بأمر من الله لرسوله أن يقرأ على الجن القرآن ويجتمع بهم فاجتمع بهم رسول الله في شعب الحجون بمكة وجرى بينهم وبين النبي كلام وحوار وسألوه عن طعامهم وشرابهم، وكان مع النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن مسعود في تلك الليلة.
فالله أعلم