لماذا شهد الوليد بن المغيرة بالإعجاز للقرآن الكريم ومن ثم كفر به وما هي السورة التي قرأها عليه رسول الله صل الله عليه وسلم

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
علم اجتماع ديني
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قصة الوليد بن المغيرة وسماع القرآنقصة الوليد بن المغيرة مع القرآن الكريم، أنه كان يستمع لرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو يتلو قول الله تعالى:" 
حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ"سورة غافر / 1-3.

فانتبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستمع لهم، فتركه الوليد بن المغيرة وذهب إلى قومه، وقال لهم:" والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو وما يعلى عليه"، ثم غادرهم إلى منزله.

وعندها ظنت قريس أن الوليد بن المغيرة فقد عقله، أو أنه تأثر مما سمع، فقرر أبو جهل الذهاب إلى الوليد بن المغيرة والتحدث معه، وعندما وصل إلى بيت الوليد لاحظ عليه الحزن، فسأله عن سبب حزنه، فقال له أبو جهل: كيف لا أحزن وقريس قررت جمع النفقة لك لتعينك في كبرك، ويظنون أنك تأثرت من كلام محمد، فغضب الوليد وقال له: ألم تعلم قريش أني أكثرها مالاً وولداً؟، وهل يجد محمد وأصحابه ما يأكلونه حتى يطعموني؟ ثم قام إلى قومه.

وقال لهم: تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يحنق قط؟ قالوا: اللهم لا، قال: تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟، قالوا: اللهم لا قال: "تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب؟" قالوا لا، فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال: "ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر.

وهنا نزل في الوليد بن المغيرة قول الله تعالى:" إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ* فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ *فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ " سورة المدثر / 18 – 26.

  • سبب كفرهالسبب الرئيسي لإصرار كفار قريش على كفرهم رغم معرفتهم أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق، 
الكبر، حيث أنهم كانوا يعتقدون أنهم أعز شأناً منه، فهم يملكون الجاه والمال، والولد، وكل قريش تتأثر بهم وتتبعهم ولهذا لم يستطيعوا التنازل عن كل ذلك واتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو ليس بقدرهم من الغنى والجاه، رغم أنه من نسب كبير.

  • ومن أسباب كفر قريش بشكل عام:
  1. إصرارهم على اتباع نهج آباءهم وأجدادهم وتعصبهم لذلك، حيث أنهم يعتقدون أن طريق أجدادهم هو الطريق الصواب ويجب الحرص على اتباعهم والمحافظة على ذلك.

  2. تأثير قريش الكبير على باقي قبائل العرب، حيث أنهم كانوا يخافون فقدان هذه المكانة إذا هم أسلموا واتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم.

  3. تأثير أهل الكتاب عليهم من اليهود، حيث أنهم كانوا يزعمون أن قريش كانوا على حق وأن الرسول صلى الله عليه وسلم على باطل، وفي هذا نزل قول الله تعالى:" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً".

  4. قريش لم تكن من أهل الكتاب وما هم عليه كان مما تم تحريفه من ملة إبراهيم، وعدم معرفتهم بالتوراة والإنجيل جعلت جهلهم مضاعفاً بطريقة التعامل مع الإسلام.