من نهايته أسوأ, الظالم أم قاطع صلة الرحم ؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٨ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قاطع الرحم هو من الظلمة أصلاً، فكل قاطع رحم فهو ظالم ، وإن كان ليس كل ظالم قاطع رحمه بالضرورة بل قد يكون ظلمه في وجه آخر غي قطيعة الرحم .

لأن من الظلم منع الناس حقوقهم ، وصلة الرحم حق للرحم وواجب على الإنسان بحسب درجة هذه الرحم وبحسب القدرة، فمنع قطع رحمه دون عذر شرعي ، فقد ظلم رحمه.

وإن كنت تقصد المقارنة بين ظالم متجبر أو يأكل أموال الناس بالباطل أو يسيء المعاملة ، وبين قاطع رحم ، فسؤالك من نهايته أسوء لا يملك جوابه إلا الله سبحانه ،لأن قضية النهاية والخواتيم بيد الله وحده، فالله وحده يعلم ما سيؤول إليه حال الإنسان.

ولكن إن كان سؤالك أيهما أعظم إثماً قطيعة الرحم أم الظلم ؟

فالجواب : أن هذا بحسب الظلم المقارن فيه ، فقد يكون الظلم أشد من قطيعة الرحم وقد يكون أخف .

فالشرك والكفر من الظلم فقد قال الله (إن الشرك لظلم عظيم) ، والشرك أعظم من قطيعة الرحم.

وقد يكون الظلم بقتل الناس والخوض في دمائهم بغير وجه حق فيكون أعظم.

وقد يكون الظلم بعدم إعطاء موظف حقه فتكون قطعية الرحم أعظم إثماً .

والصور التي يمكن ان تتخيلها كثيرة ، والحاصل أنك لا تستطيع الحكم حكماً عاماً على هذا السؤال، بل لا بد من النظر في كل حالة بحالتها.

وإن كان كلا الأمرين من الظلم الذي هو البغي في الأرض بالفساد وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب التي توعد الله بتعجي العقوبة أصحابها في الدنيا علاوة على ما ينتظرهم في القيامة ، كما جاء في الحديث "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ" (رواه أبو داود).

والله أعلم