الذي علمه صناعة السفينة هو الله تعالى ، والدليل في قوله تعالى : ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ) سورة هود (37) .
- لأن سيدنا نوح عليه السلام كان لوحده ، حتى الذين آمنوا معه هم ضعفاء ومضطهدين والسفينة أو الباخرة لا يستطيع أن يصنعها شخص لوحده مهما كانت قوته - خاصة أنه سيحمل فيها جميع من آمنوا معه وهم بضع وثمانون شخصاً ، وسيحمل فيها الطير والحيوانات والمتاع والزاد ، فكيف سيصنعها لوحده .
- فكانت معية الله تعالى معه بقوله ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) يعني بأعيننا فلا يستطيع أحد أن يمنعك من صناعتها ، ووحيينا : هو جبريل الذي سيساعدك في صناعتها ، فلا تحزن يا نوح فأنت أمة وفريق كامل ( بأعيننا ووحينا ) .
- ومن يومها أصبحت مهنة سيدنا نوح عليه السلام هي ( النجارة ) بدليل أنهم كانوا يمرون عليه ويضحكون يقولون قد اصبحت نجاراً بعد أن كنت داعية ! وإنك تصنع السفينة على اليابسة !!! قال الله تعالى : ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) سورة هود (38)