كم عدد الذين ركبوا السفينة مع سيدنا نوح عليه السلام وكم كان حجم هذه السفينة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى: "قُلْنَا أحْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ" [سورة هود: 40]

- لقد ذكر أهل التفسير أن عدد من كان معه في السفينة أنهم كانوا ثمانين رجلًا، وأنهم هلكوا عن آخرهم ولم يعقبوا. ثم اتفقوا أن جميع النسل من بنيه الثلاثة: يافث، وهو أكبرهم، وسام، وهو أوسطهم، وحام، وهو أصغرهم، فكل أمة من الأمم ترجع إلى أحد أبناء نوح الثلاثة.

وقيل: كانوا (تسعة وسبعين) رجلاً وامرأة: زوجته المسلمة، وبنوه الثلاثة: سام، وحام، ويافث، ونساؤهم، واثنان وسبعون رجلًا وامرأة من غيرهم.
 
- فبعد أن مكث سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه قرابة آلاف عام لم يؤمن معه إلا العدد القليل قال تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا أحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) سورة هود (40)
جاءه الأمر الرباني أن يصنع السفينة وأن يحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهله إلا امرأته وأحد أبنائه الذي رفض الركوب معهم ومن آمن معه وكان عددهم بضعة وثمانون مؤمناً.

- ولم يرد نص ثابت في القرآن أو السنة عن مدة مكث نوح عليه السلام في البحر أو في السفينة ولكن تقول بعض الإسرائيليات أنه مكث أربعين يوماً، والعلم بهذا الأمر لا ينفع والجهل به لا يضر ولو كان مهما لذكره القرآن الكريم.

- المهم في القصص القرآني هو أنه جاء تسلية ومواساة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعبرة للمؤمنين إلى يوم القيامة. 

- وكانت معية الله تعالى معه بقوله (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) يعني بأعيننا فلا يستطيع أحد أن يمنعك من صناعتها، ووحيينا: هو جبريل الذي سيساعدك في صناعتها، فلا تحزن يا نوح فأنت أمة وفريق كامل (بأعيننا ووحينا).

- ومن يومها أصبحت مهنة سيدنا نوح عليه السلام هي (النجارة) بدليل أنهم كانوا يمرون عليه ويضحكون يقولون قد أصبحت نجاراً بعد أن كنت داعية! وإنك تصنع السفينة على اليابسة!!! قال الله تعالى: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) سورة هود (38)

-فمن خلال هذه الآيات الكريمة التي تتحدث عن قصة نوح عليه السلام وصناعته للسفينة يتبين لنا وصفها:
1- في البداية أن موضوع السفينة كان غريباً على عليه وعلى قومه، لأنهم كانوا لا يعرفون السفن وصناعتها بدليل استغرابهم وسخريتهم منه عليه السلام.

2- تمت صناعة السفينة برعاية الله تعالى ووحيه وهو جبريل عليه السلام.

3- كانت سفينة كبيرة في ذلك الزمان وحمل فيها من كل شيء زوجين اثنين غير الذين آمنوا معه.
4- تمت صناعة السفينة على الأرض اليابسة.

5- بعد اكتمال صناعة السفينة أمر الله تعالى نوح أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين، بالإضافة إلى من آمن من عائلته ومن قومه؛ فالطوفان القادم لن يبقي ولن يذر، وعندما استقر كل شيء في السفينة وتجهز المؤمنون لرحلة النجاة.

6- أمر الله تعالى الأرض فانفجرت ينابيع، وأمر السماء فأنهمر الماء فالتقى الماء على أمر قد قُدر.

7- جرت بهم كموج كالجبال - لأن الماء قد ارتفع وأبتلع حتى الجبال فأصبحت السفينة كالجبل في البحر.

8- وعندما أراد الله تعالى لها الوقوف، وقفت على جبل اسمه (الجودي) في أرض العراق وأمر الله تعالى السماء أن توقف غيثها، والأرض أن تبتلع مائها، وأهلك الله تعالى الظالمين حتى أحد أبناء نوح كان منهم وهو الذي رفض أمر والده بالركوب في السفينة فكان من المغرقين. قال الله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ) سورة الشعراء (119-120).

- يقول"ابن خلدون" في "التاريخ " واتفقوا على أنّ الطوفان الّذي كان في زمن نوح، وبدعوته: ذهب بعمران الأرض أجمع، بما كان من خراب المعمور، ومهلك الذين ركبوا معه في السفينة، ولم يُعْقِبوا، فصار أهل الأرض كلّهم من نسله، وعاد أبًا ثانيًا للخليقة "

- وقال" ثم اتفق النسابون ونقلةُ المفسرين على أنّ ولد نوح الذين تفرّعت الأمم منهم ثلاثة:

سام وحام ويافث، وقد وقع ذكرهم في التوراة، وأنّ يافث أكبرهم، وحام الأصغر، وسام الأوسط.

وخرّج الطبري في الباب أحاديث مرفوعة بمثل ذلك، وأنّ سام أبو العرب، ويافث أبو الروم، وحام أبو الحبش والزنج وفي بعضها السودان.

وفي بعضها سام أبو العرب وفارس والروم، ويافث أبو التّرك والصقالبة ويأجوج ومأجوج، وحام أبو القبط والسودان والبربر.