ما هو موقف نوح مع ابنه؟

2 إجابات
profile/يوسف-المومني-1
يوسف المومني
إمام مسجد ومأذون شرعي
.
٣٠ ديسمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
لقد صبر نوح عليه السلام على عناد ابنه له وصدوده عن دعوته، وكان أشد حرصا على أن يدخل معه في دين الله لكن رفض الابن وحارب أباه ودين الله وأتباعه.

ولقد رق قلب نوح عليه السلام في آخر لقاء بينهما حين بدأ الطوفان وطلب منه ان يتبعه، وقال له:" لا عاصم اليوم من أمر الله". ولكنه بقي مصرا على الكفر ولجأ للجبل كي يهرب من الطوفان.

وهنا تركه نوح يواجه مصير كفره وخاصة أن نوح نبي وينفذ أمر الله حين قال له الله:( انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح ).

profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني والروحاني
.
٣٠ ديسمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
نبي الله نوح عليه السلام هو أبو البشر الثاني وهو من الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم حيث وردت قصته مع الطوفان الذي أغرق قومه بل أغرق الأرض كلها. وكان النبي نوح عليه السلام قد مكث في قومه 950 عاما يدعوهم إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة الأصنام فلم يؤمن معه بالله سبحانه سوى بضع وثمانين رجل وامرأة.
فدعا على قومه بالهلاك فاستجيبت دعوته وأمرهُ الله بأن يصنع الفُلك ويحمل معه فيه أهل الإيمان ومن كلِّ صنف من الحيوانات والطيور زوجين ذكر وأنثى.   
ولما دنا وقت الطوفان وأخذ الماء يفور من الأرض وينزل من السماء تحركت السفينة وسط أمواج المياه فأشفق نوح على ولده ودعاه ليؤمن بالله ويركب معه في الفُلك أي السفينة التي صنعها بيديه فلم يسمع نداءه وأصرَّ على كفرهِ وعناده وقال بأنهُ سيأوي إلى جبلٍ عال فينجو من الغرق.
قال تعالى في سورة هود:{ ونادى نوح ابنهُ وكان في معزلٍ يا بنيَّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين* قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلّا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المُغرقين* ونادى نوحٌ ربه فقال ربِّ إنَّ ابني من أهلي وإنَّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين* قال يا نوح إنه ليسَ من أهلك إنه عملٌ غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إنّي أعظُكَ أن تكون من الجاهلين* قال ربِّ إنّي أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلّا تغفر لي وترحمني أكُن من الخاسرين}. 
ونلاحظ أن موقف نوح عليه السلام من ابنه هو موقف الأب المشفق الحنون الذي من شفقته على ابنه دعاهُ ليركب في السفينة مع أهل الإيمان وحتى بعد رفضه وتعنّته وعناده لم يقسُ قلبه عليه بل راح بحنانة الأب المحب المُشفق على ولده يدعو ربه ويناجيه في إبنهِ. لكن حين أتاه الخطاب والعتاب الإلهي في ذلك كفَّ عن طلبه واستغفر ربه وتاب إليه لأن الله تعالى أرحم وأعلم به من ولده ولأنه أمام الأمر الإهي ينبغي الإمتثال والطاعة وموالاة من والى الله ومعاداة من عاداه.