من الطبيعي أنّ الإجابة ستتجه نحو الديمومة،
و لكن بالحقيقة ستكون هنالك الكثير من الأمور التي ستكون مانعاً من الإنصات المتكامل فليس الاستماع ما نقصد و ليس علينا أن ندعي الكمال دائماً في تربيتنا لأطفالنا و تحديداً في هذا الموضوع،
و أهمية الاستماع في حياتنا بالغة التأثير حيث إن الفرد العادي يستمع إلى ما يوازي كتاباً كل يوم، ويتحدث ما يوازي كتاباً كل أسبوع، ويقرأ ما يوازي كتاباً كل شهر، ويكتب ما يوازي كتاباً كل عام.
للإجابة على سؤالك دعنا ننطلق إلى محطاتٍ يكون من الضروري تفريغ أوقاتنا من أجل الإنصات الفعال الإيجابي،
قد يبدو هذا الأمر جنونياً لكن الأم وحدها تستطيع الإنصات لطفلها و هو ما زال في بطنها، يبدأ الطفل بإرسال رسائل خفية تعكس رغباته منذ وجوده في رحم أمه، نعم يستجيب الجنين للصوت و للضربات اللطيفة من أمه أو عند زيارة أمه للطبيب ، و يتحسس الطفل للضوء و للأصوات العالية المزعجة،
فقبل وصول الطفل يمكننا التمهيد الجيد من أجل البدء برحلة الإنصات الفعال.
يواجه الطفل صعوبةً في التعبير بالكلام في العمر الأقل من سنتين،
و لذلك نجد أنّ كل طرق تعبيره تكون برسائل خفية عن طريق البكاء و الضرب، أو النظرات التي تعكس ما يشعر به فمن الضروري في هذه الفترة الحساسة العناية الفائقة بالطفل و استقراء كل سلوك بدأ بالإيماء لنا به،
و لا عجب أن رسائل الخروج من هذه المرحلة يكون في نطق الطفل لكلمة لم يتعلمها كثيراً مثل ما تعلم أن يتكلم ماما و بابا
ألا و هي كلمة لا،
و من هنا يبدأ المشوار الحقيقي لرحلة الإنصات.
لا يجب علينا تجاهل أسئلة الطفل التي ستكون كثيرة طبعاً فهذه فطرة الفضول البشري قد بدأت بتكوين أسئلة كثيرة،
لنحاول الإنصات لكل سؤال و لنعي نتاج معرفة الإجابة عن هذه التساؤلات و أثرها على الطفل يمكن استخدام نظرية التفكير بالمقلوب البسيطة عندما تصلنا أسئلة معقدة من الأطفال لنجعل الطفل يجد إجابته بنفسه،
"إذا لم تستطع الإجابة على تساؤلات طفلك يمكننا مساعدتك نحن هنا في أجيب لنجيب "
- عند البلوغ (فترة المراهقة)
على عكس المرحلة الأولى ستقل الأسئلة لدى بعض الأطفال و يزداد نشاطهم و يتقوقع البعض منهم للبدء بتكون شخصياتهم العاقلة الراشدة بوداع مرحلة الطفولة يتوجب علينا نحن معشر الآباء و الأمهات الإنصات المتكامل الفاعل لحديث أطفالنا الكبار
يكون الأفضل في هذه المرحلة التوافق التام بين رغبتهم باستقلالية شخصياتهم و بين قُربنا و تواجدنا في قلوبهم حتى يصبح الحديث و الإنصات فعالاً بين الآباء وبين الأطفال في هذه هذه المرحلة المفصلية مع ضرورة التقليل من النصائح و اتباع طرق الإرشاد.
و الفائدة العظيمة المرجوة عند الإنصات للأبناء هو إيصال رسالة هامة لهم بكونهم يستحقون الاستماع و الإنصات لهم معاً و هذا الأمر يعزز من فاعليتهم في العائلة و المجتمع ،
و لا يعني كون أصواتهم صغيرة و لطيفة أنهم غير جديرون بالإهتمام،
و من نواتج الإنصات الفعال للأبناء :
- تقوية روابط الأسرة فيما بينهم.
- رفع ثقتهم بأنفسهم و أنهم جديرون بالإهتمام.
- استقراء مشاعر الطفل و توجيه قدراته.
- ترسيخ علاقة مبنية على الإحترام. عندما يستمع البالغون إلى الأطفال ، فإنهم يعلمونهم احترام الآخرين وأهمية أن يكونوا مستمعين جيدًا.