اسمه: الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن النضر المخزومي القرشي، وكان أحد قادة قريش وسادتها قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وهو والد الصحابيين خالد بن الوليد والوليد بن الوليد بن المغيرة.
*أما ما جاء في وصية الوليد بن المغيرة:
- فقد ذكر ابن إسحاق: أنه عندما حضرت الوفاة للوليد بن المغيرة دعا أبناءه الثلاث وهم:
هشام بن الوليد ، والوليد بن الوليد ، وخالد بن الوليد ، وقال لهم : (أي بني ، أوصيكم بثلاث فلا تضيعوا فيهن دمي في خزاعة فلا تَطُلُّنَّه ، والله إني لأعلم أنهم منه برآء ، ولكني أخشى أن تُسبوا به بعد اليوم؛ ورباي في ثقيف ، فلا تدعوه حتى تأخذوه؛ وعُقري (أي صداق المرأة) عند أبي أُزيهر الدوسي، فلا يفوتنكم به).
وكان أبو أزيهر قد زوجه بنته ، ثم أمسكها عنه ، فلم يُدخلها عليه حتى مات.
- وكان الوليد بن المغيرة من أغنى أغنياء قريش حيث جاء في بعض الروايات أنه عندما قامت قريش بترميم الكعبة بنى ركن من أركانها الأربعة فيما اشتركت باقي القبائل في بقية الأركان،
- كما ورد أنه كان في موسم الحج وطول الأربعين ليلة يذبح للحجاج الذبائح فكان يذبح كل يوم عشرة من الإبل وقد قيل أن قافلته التجارته تقدر بمائة بعير حتى قيل إنها لا تدخل من باب واحد بل من جميع أبواب مكة كانت قريش تسميه الوحيد أو وحيد مكة لأنه كان يكسو الكعبة لوحده في عام. وبقية قبائل قريش تكسوها عام، ويقال إنه أول من حرم الخمر في الجاهلية.
- وقد مات الوليد بن المغيرة بعد الهجرة بثلاثة أشهر وكان عمره خمس وتسعين سنة وقد دفن في الحجون بمكة
- وكان سبب وفاته أنه أصيب بجرح بأسفل كعب رجله عندما كان رجلا من خزاعة يريش نبلا له، فتعلق هذا السهم من نبله بإزاره، فجرح رجله وكان ذلك الجرح سبب موته.
- والوليد بن المغيرة أدرك بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يسلم، بل قال مستنكراً بأن الدعوة لم تنزل عليه هو، وهو يعد من كبراء قريش:
(أينزل على محمد وأترك وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف، فنحن عظيما القريتين) فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية:
(وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) سورة الزخرف آية 31.
- وقد ورد عن ابن عباس، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فقال: يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوك إياه، فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله.
فرد غاضبا: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا. فقال له أبو جهل: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له.
فقال: وماذا أقول؟ فوالله! ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني، ولا بأشعار الجن، والله! ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله! إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته.
فأخبره أبو جهل: أنه لن يرضى عنك قومك حتى تقول فيه
فقال: هذا سحر يؤثر يأثره من غيره. فنزلت: (ذرني ومن خلقت وحيدا) سورة المدثر: آية 11
ولما مات الوليد بن المغيرة، ذهبوا بنو مخزوم على خزاعة يطلبون منهم عَقْل الوليد ، وقالوا: إنما قتله سهم صاحبكم - وكان لبني كعب حلف من بني عبد المطلب بن هاشم - فأبت عليهم خزاعة ذلك.