حقيقةً كانت أحلامي متغيرة مع تقدم عمري..
حملت في صغري حلم والدي رحمه الله أن أصبح دكتورة أعالج المرضى! لكن كان شغفي الطفولي أن أنقذ العالم من الحروب، وأن لا أرى طفلاً جريحاً أو محروماً، وحينها كنت أكتب الشعر الحر.
وعندما بدأتُ أتقدّم في المدرسة كنت أتمنى أن أصبح مخترعة، وفعلاً كنتُ متميزة دراسياً وكنتُ أجيد إعادة تركيب الألعاب التالفة لأصنع منها أداة جديدة مثل بروجكتر..
وكان ما زال حينها شغف الكتابة والإلقاء مشتعلاً لدي، دائماً ما كنت أشترك في الإذاعة المدرسية، وبمقالاتي المؤثرة كنت أحيي الاحتفالات الوطنية والدينية وما يستجد من أحداث يومية.
وحين اقترب دخولي إلى الجامعة كان لدي شغف أن أصبح عالمة ذرة واكتشف العديد من القوانين الفيزيائية.. لكنني في آخر الأمر دخلت التخصص الذي كان يتناسب مع معدلي، وتم تعبئة طلب قبولي حسب الترتيب الآتي طب صيدلة هندسة؛ لأدرس في النهاية الهندسة الكيميائية.. وكان ما زال لدي حلم الكتابة والخطابة، فدخلت بأعمال تطوعية في المؤسسات الإعلامية، ولكن مع انشغالي الدراسي في السنوات الأخيرة لم يعد هناك وقتٍ كافٍ للإعلام.
أما الآن فأنا في مهنة مختلفة عن ذلك كله، لكنني ما زلت أحب الناس وما زلت أحرص على مساعدتهم بمهنتي وبالمبادرات المجتمعية والمؤسسات التطوعية المتنوعة..
حالياً أحاول أن أساعد الناس في تطوير أعمالهم وتطبيق أفكارهم الريادية وفقاً لما حصلته من خبرات وشهادات وقدرات شخصية لدي.. وأتمنى أن أعود لكتابة الشعر وتعلم الموسيقى.
وما زلت حتى اللحظة أتعلم وأتغير..