أول أركان الإيمان هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وهو يتضمن 3 أمور أساسية هي:
1 - الاعتقاد الجازم بأنّ الله تعالى هو ربُّ كل شيءٍ ومليكه ومدبر كل ما في السماوات والأرض وما بينهما، وهذا ما يسمى بـ "توحيد الربوبية"
2 - والاعتقاد الجازم بأنّه سبحانه وتعالى مُتّصفٌ بصفات الكمال ومُنزّهٌ عن كل عيبٍ ونقص، وله الأسماء الحسنى والصفات العُلى ، وهذا ما يسمى بـ "توحيد الأسماء والصفات"
3 - والاعتقاد الجازم بأنه سبحانه وتعالى وحدَه المُستحقّ بالتوجه إليه بالعبادة، لا شريك له، وهو ما نسميه " توحيد الألوهية"
ويسمى بهذا باعتبار إضافته إلى الله تعالى، وقد يسمى أيضاً بـ " توحيد العبودية" باعتبار إضافته للعبد وعبادته لله وحده.
قال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون" (الأنبياء: 25 )
وتوحيد الألوهية يتضمن جميع أنواع التوحيد التي سبقت، فمن آمن بأن الله سبحانه وحده المستحق للعبادة، هو ضمنياً يؤمن بربوبيته سبحانه وبأسمائه وصفاته، فهو يتوجه بالعبادة لمن يعتقد بأنه وحده هو المتفضل عليه وعلى جميع عباده بالخلق, والرزق, والتدبير, وغير ذلك من خصائص الربوبية، وأنه تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلا، التي تدل على أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
ومنهنا نعلم أن مقتضى الإيمان بتوحيد الألوهية: إخلاص القصد لله تعالى وحده في جميع العبادات، بحيث تتوجّه جميع العبادات القلبية والبدنية لله تعالى وحده، كالمحبة، والرجاء، والتوكّل، والدعاء، والرّهبة، والرغبة، والخوف، ... الخ
وهو مقتضى الايمان بشهادة التوحيد: لا إله إلا الله.
وفيه دعوةٌ للاعتماد في جميع شؤون الحياة على الله الواحد الأحد، فهو الدائم الباقي، والحيّ الذي لا يموت أبداً.
وهو أوّل واجب على المسلم المكلف بالعبادة، فأول ما يجب على المُكلف أن يعبد الله وحده لا شريك له.