ما هو الحديث القدسي الذي يتناول الإخلاص لله تعالى

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٥ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحديث هو :  عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم.

- وفي رواية ابن ماجه: (فأنا منه بريء وهو للذي أشرك).

- وبعض الناس يتناقلون هذا الحديث (الإخلاص سر من سري استودعته قلب من أحببت من عبادي) وهذا الحديث ضعيف ولا يحتج به .

- ونعود إلى قوله تبارك وتعالى: (  أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) ، أي أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، أما إذا كان القصد من العمل الرياء ولو شيئاً بسيطاً فالله تعالى لا يقبله!!

- فالإخلاص لله تعالى شرطاً من شروط قبول العمل عند الله تعالى ، وإذا قصد الإنسان في عبادته غير الله تعالى فقد أشرك بالله تعالى، والله غني عن العمل الذي فيه شرك لأن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا ما كان طيباً خالصاً له وحده.

- فمن مقتضيات التوحيد (توحيد الألوهية) أن نوحد الله تعالى في أفعالنا - بحيث لا يكون عملنا خالصاً إلا لله تعالى، ولا نتوجه بالعبادة لغير الله ، قال الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) سورة البينة: 5 .

- فالرياء من اقبح الأعمال : والعمل لأجل الناس رياء!! وترك العمل لأجل الناس شرك !! والإخلاص هو الخلاص منهما!!!

- فلا يكون العمل خالصاً إلا إذا خلا من الرياء والسمعة والنفاق - لذلك ورد في الحديث الصحيح أن أول ما تسعر بهم النار يوم قيامة ثلاثة أصناف من الناس (مجاهد وعالم ومنفق) فيؤتى بالمجاهد ويقال له لماذا جاهدت؟ فيقول: جاهدت لإعلاء كلمة الله تعالى ودفاعاً عن ديني ، فيقال له : كذبت! جاهدت ليقال عنك شجاع مقدام وقد قيل . ويؤتى بالعالم فيقال له لماذا تعلمت العلم وماذا عملت به ؟ فيقول: تعلمت لوجه الله ومن أجل تعليم الناس ونشر العلم والدين، فيقال له : كذبت ! فعلت ذلك ليقال عنك عالم وقد قيل . ويؤتى بالمنفق: فيقال له ماذا عملت في مالك؟ فيقول: أنفقت مالي على الفقراء والمساكين وتصدقت وكفلت الأيتام، فيقال له : كذبت! فعلت ذلك ليقال عنك جواد كريم وقد قيل .

- والرياء : هو التقرب لله تعالى بالعبادة طمعاً في ثناء الناس أو طمعاً في مغنم دنيوي أو منصب أو جاه أو تحقيق غرض معين.
- وهناك فرق بين الرياء والسمعة: 
فالرياء : يتعلق بالبصر.
- بينما السمعة : يتعلق بالسمع  / وفي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سمَّع سمَّع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ) رواه البخاري.

- والرياء هو الشرك الخفي : لأنه عمل لأجل الناس - فطبيعة النفس تحب الثناء والسمعة وحديث الناس عنها خيراً -  والعمل لأجل الناس شرك - وسمي خفياً لأنه قد لا ينتبه إلى خطورته كثير من الناس .

- ولهذا جاء التحذير من الشرك الخفي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قلنا : بلى ، فقال : الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل) رواه ابن ماجه .

- ولو يعلم المسلم سرعة نسيان الناس له بعد موته ما عمل اي عملاً لأجلهم ومرضاتهم ولم يرائي أحداً منهم !!!

- المصدر : موقع إسلام ويب