كان الإسلام أعظم ما حدث في تاريخ العرب؛ فقد أثّر على حياتهم وأحدث بها تغييرات كبيرة على مستويات دينية، وثقافية، وأدبية، وفكرية، واجتماعية، وغيرها الكثير، وهو ما بدّل من تفكير وأسلوب حياتهم، وخلال العصر الإسلامي استمر العرب في التطوّر والتغيير من أنفسهم.
أحدث الإسلام الكثير من التغييرات على ثقافة وأدب العرب، وكما عمل على تجديد شعر شعراء المدينة -والشعر العربي عمومًا-، ومن
أهم مظاهر التجديد في الشعر العربي في العصر الإسلامي:
- اختفاء بعض الأغراض الشعرية القديمة مثل الغزل الفاحش، والهجاء المُقذع (وهو الهجاء الذي فيه من القبح والطعن ما لا يُحتمل)، واختفاء وصف المحرّمات والكبائر مثل الخمر والزنا.
- تخصيص القصيدة الواحدة بموضوع واحد بعد أن كانت القصيدة مقسّمة أجزاء لكل منها موضوع مختلف.
- استحداث أغراض جديدة للشعر؛ كالدين، والتعليم، والفلسفة، والمنطق.
- تطور الأغراض القديمة بتأثير إسلامي مثل الرثاء، والمدح.
- التخلّص من الشعر المعقد وغرابة الألفاظ وصعوبتها، واستبدالها في الشعر البسيط ذو ألفاظ يسيرة وسهلة الفهم.
- غنى الألفاظ وتركيب القصيدة الشعرية في المعجم القرآني، والألفاظ القرآنية.
- ترك المبالغة والغلو والاتجاه نحو الوضوح والبساطة، واعتماد التراكيب والصياغات السَلسة.
- الالتزام في قواعد اللغة العربية اللغوية، والنحوية، والعروضية، والوزن، والقافية.
- ظهور ظاهرة التضمين؛ ارتباط البيوت الشعرية ببعضها بحيث يكون من الصعب فهم الشعر لو تم قراءة بيت واحد منه فقط.
- اختفاء التنابُز، والتفاخُر، والعصبية القبلية من الشعر.
- انتشار شعر الزُهد، والنسك، والوعظ.
ظهر في
العصر الإسلامي مجموعة كبيرة من
الشعراء الذين وضعوا بصمتهم، ولا زال شعرهم متداول حتى الآن، وأبرزهم:
- حسّان بن ثابت: الملقب في شاعر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، واشتهر في شعر الهجاء، والمدح.
- كعب بن زهير: اشتهر في العصر الإسلامي في مختلف أقسام الشعر، وكان ممن هجوا الرسول في عصر الجاهلية، ومن بعد إسلامه سخّر شعره لمدح الرسول -عليه الصلاة والسلام- والإسلام.
- الخنساء: عُرفت في قوّة شخصيتها، وتعبيرها عن رأيها في حرية، ووصفها الرسول بأنها أشعر النّاس، واشتهرت في شعر الرثاء، والحزن، والأسى.
- الحُطيئة: يُعد من أبرز شعراء العصر الإسلامي، وأخذ من الشعر مصدرًا لقوت يومِه، وكان مشهورًا بشعر الهجاء؛ حتى أنّه هجا نفسه، وعُرف شعره في قوة ألفاظه وغزارة معانيه.