ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ». متفق عليه
فثواب الصلاة في المسجد النبوي إذاً يساوي ثواب 1000 صلاةٍ في غيره من المساجد ( ما عدا المسجد الحرام )
كما ورد في حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الأقْصَى، ومَسْجِدِي هذا " رواه البخاري. وبهذا تظهر أفضلية تخصيص التوجه والترحال للصلاة في المسجد النبوي على الصلاة في غيره من المساجد ( ما عدا المسجد الحرام)..
فهل للصلاة فيه كيفية معينة؟
من حيث الكيفية وطريقة الصلاة فالصلاة في المسجد النبوي كمثل أيّ صلاة في غيره، من حيث أركانها وشروطها وفروضها وسننها وما فيها من أقوال أو أفعال، غير أنها في المسجد النبوي محاطة بمجموعة سنن وآداب قد تكون مختلفة عن سنن وآداب الصلاة في سواه، ذلك أنه يُسنّ لمن يزور المسجد النبوي أن يُصلّي ركعتَين في الروضة، ثم يذهب للسلام على النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعُمر، رضي الله عنهما، ثُم يزور البقيع والسلام على الصحابة والشُّهداء فيها.
وأما الروضة الشريفة التي يُسنّ للمسلم أن يصليَ فيها فتقع بين بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم ومِنبره، كما في الحديث: " ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ " رواه البخاري.
وقد تعددت أقوال العُلماء في بيان معنى الحديث وكيف تكون الروضة من الجنة، فقال بعضهم المعنى أنّ أداء العبادة فيها يُؤدّي إلى الجنة، وقال آخرون أنّها اكتسبت هذه الصفة لجلوس الصحابة رضوان الله عليهم أمام النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها وتعلمهم فيها منه كل علوم وأنوار الدين، فالمكان كالروض العّطِر بالنور والإيمان، وأضيف إلى الجنّة نسبةً إلى ما سيؤول إليه أصحاب تلك المجالس النبوية الشريفة.
وأياً كان المعنى للمكان فالمسلمون يحرصون على الصلاة في الروضة الشريفة، لما للصلاة فيها من الأفضلية عما سواها من أماكن الحرم النبوي الشريف، ما لم تكن الصلاة جماعة، ففي صلاة الجماعة الأفضلية للصلاة في الصف الأول، أيْ الذي يَلي الإمام.
رزقنا الله واياكم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة في المسجد النبوي، وأكرمنا بصلاة ركعتين في الروضة الشريفة، وزيارة الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً .