ليس بوسعنا الكلام عن حقيقة قوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن قوته هي من قوة الله ولا يحيط بها علما إلّا الله تعالى الذي منحه هذه القوة وخصّه بها.
يمكننا فقط الحديث عمّا جاء في السيرة النبوية الزكية عن قوته وخصائصه المحمدية فقد أُعطي قوة أربعين رجلا وأُعطي قوة على الصيام لم ترد عن أحدٍ من الأنام حيث كان يواصل الصيام ويقول لأصحابه:"إني أبيت عند ربي يُطعمني ويسقيني". كما أنه أعطي قوى خاصة خارقة حيث كان يرى من خلفهِ كما يرى من أمامه وكان يرى خلال نومه كما أخبر عن نفسه" تنام عيناي ولا ينام قلبي". وأُعطي قوة في بدنه حيث كان يسير لمسافات طويلة تُطوى له الأرض من تحته دون أن يشعر بأي تعب يمشي وكأنما ينحطُّ من صبَب بينما أصحابه من حوله يجهدون ويتعبون. وكان من خصائصه المحمدية أنه ما سار بجانب أحد إلّا عَلا كتفه الشريف على كتفه وما كان له ظلٌّ على الأرض إذ أنه صلى الله عليه وسلم نور. قال تعالى:{لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} فالنور هو محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب المبين هو القرآن الكريم.