الإساءة إلى الجيران أو إيذاءهم تعد من الكبائر، فإيذاء الجار وإزعاجه لا يجوز شرعًا وعلى من يؤذي جاره أن يتوب ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى، فإنه لا يليق للمسلم التقي أن يصلي في المسجد ويصوم ثم يؤذي جاره بلسانه فلا خير فيه أبدًا.
- فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره. متفق عليه.
- كما ثبت وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول لله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه. رواه البخاري،
فقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على حق الجار، فقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث على ذلك وقد كرر القسم عدة مرات
فإن الدين الإسلامي أمرنا بالإحسان إلى الجيران والتلطف بهم وحذرنا أن نبتعد عمن يؤذي الجار سواء كان بالقول أو بالفعل،
- ولعظم حق الجار فكان جبريل عليه السلام يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل له نصيبا من الميراث؟؟
فكان النبي صلى الله عليه وسلم بأن جبريل يوصيني بالاعتناء بالجار، حتى ظننت أنه سينزل الوحي الذي يأتي به جبريل بتوريث الجار.
فينبغي للجار أن يعرف عظم حق الجوار ووجوب مراعاة ما يزعج جاره
وأن من حقوق الجار على جاره ضرورة إكرامه والتودد والإحسان إليه، ودفع الضر عنه، وعيادته عند المرض، وتهنئته عند المسرة، وتعزيته عند المصيبة. كما أن الدين الإسلامي حرَّم إيذاء الجار في ماله، وعرضه، ودمه، وبيته، بل جعل ذلك من ضعف الإيمان ومن نزعات الشيطان.
أما من تعرض لأداء جاره عليه أن ينصحه وأن يتقرب إليه ويكسب ود جاره وأن لا يعامله بالمثل إن كان سيئا
فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر، ثم أتاه الثانية: فقال: اذهب فاصبر، فقال في الثالثة أو الربعة: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه، فعل الله به وفعل، فجاء إليه جاره، فقال له: ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه. رواه أبو داود وابن حبان والحاكم بسند صحيح
فالذي يؤذي جيرانه ويُضمر الحقد والعدوان والسوء لهم؛ فهؤلاء جوارهم يكون نكد، وديدنهم حقدٌ وحسد، وتكون معاملتهم بعيدةٌ عن الرشد؛ ولهذا جاء في الحديث النبوي الاستعاذة من جار السوء لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع: "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول".
ولنا في حديث أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه عبرة إذا مات الشخص وشهدوا عليه جيرانه وأصحابه بالخير فإن له الجنة وأن من شهد عليه بالشر وجبت له النار والحديث الذي يرويه أنس عندما مرَّتْ جِنازةٌ محمولةٌ إلى دفنِها فأَثْنى عليها الصحابةُ رِضوانُ الله عليهم خَيرًا، وذَكَروا المَيتَ بأوْصافٍ حَميدةٍ؛ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وَجَبَتْ» فثَبَتَتْ له الجنَّةُ، ثُمَّ مرَّتْ جنازةٌ أُخرى، فأَثْنَوا عليها شرًّا، يعني وَصَفوها بما فيه ذمٌّ وانِتقاصٌ، وما كان يُشتهَرُ منه بأوْصافٍ وأخْلاقٍ ذَميمةٍ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وَجَبَتْ» يعني: وَجَبَ له العذابُ أو العُقوبةُ التي يَستَحِقُّها بما شَهِدْتُم عليه، فسَأل عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه: ما وَجبَتْ؟ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «هذا أثْنَيْتُم عليه خَيرًا، فَوجَبتْ له الجنَّةُ، وهذا أَثنَيْتُم عليه شرًّا، فَوجَبَتْ له النَّارُ، أنتم شُهداءُ اللهِ في الأرضِ»، فيُقبَلُ قولُكم في حقِّ مَن تَشهَدونَ له أو عليه.