هل يجوز للجار فتح نوافذ تطل على منزل جاره وكيف تتصرف لو تعرضت لموقف كهذا

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠١ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذه المسألة فيها أكثر من قول لأهل العلم:
فمنهم من قال: لا يحق لك أن تمنع جارك من فتح النوافذ، ولكن تأخذ أنت الحيطة من اطلاع الناس عليك.

- وقال بعضهم: أن فتح النوافذ على الجيران يعتبر من الأذية التي يمنع منها الجار.

- وقال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع: قال في الروض: ويلزم الأعلى سترة تمنع مشارفة الأسفل - فمثلاً لي بيت مرتفع فيجب أن أبني جداراً يمنع مشارفة الأسفل، وكم ارتفاعه؟ العلماء يقولون: العبرة في ذلك بقامة الرجل المتوسط، فلا بد أن يضع جداراً بحيث إذا وقف الإنسان لا يشرف على جاره، وإذا كان الجار ليس ملاصقاً لكن بيني وبينه سور وبيتي يطل عليه فهنا يلزمني أن أضع سترة، لأن هذا ضرر على الجيران، ومِثْلُ ذلك النَّوافِذُ، فلا بد أن يكونَ جدارُها رفيعاً، فإن كان غير رفيع فإنه لا يجوز.
- واليوم وفي ظل قوانين البلديات، فهناك ضوابط قانونية بين جدار المنزل وبين حائط المنزل ومسافات محددة حسب الأحياء وعلى ضوءها يستطيع صاحب المنزل أن يفتح ما يريد من النوافذ، وأن يتصرف في منزله كما يريد.

- وإذا ثبت ضرر من الجار بأنه خالف القانون أو فتح نافذة تطل على عورة جاره، فإذا كان لا يزال في بداية البناء فمن الممكن أن تكلمه بينك وبينه أن هذه النافذة ستكشف عورة بيتي وأنه لا بد من تغيير مكانها، فإذا استجاب كان به، وإن لم يستجب فلا حرج عليه في أن ترفع الأمر للمسؤولين لإزالة الضرر عنه.

- والأصل في العلاقة بين الجيران أن تقوم على المحبة والاحترام وتوصية الجار بجاره،فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الجار فقال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ [سورة النساء: 36].

- كذلك ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) متفق عليه

- كما لا يجوز إيذاء الجار بفتح نوافذ تكشف عورات بيته، ففي الحديث الصحيح ن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه) رواه البخاري ومسلم.

- بل جعل الإسلام على أذية الجار والإساءة إليه علامة ضعف في الإيمان، ونقص في مروءة وكرامة الإنسان؛ ففي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من لا يأمن جاره بوائقه"متفق عليه.

-وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: (قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها؟، قال: هي في النار) (رواه أحمد).

- وعلى الجار أن يصبر ويتحمل إيذاء جيرانه وله أجر عظيم عند الله تعالى،
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله: الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يُقتل أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون، فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن، والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلَّاف، والفقير المختال، والبخيل المنان..) (رواه أحمد).