بالنسبة للدعاء على الجار فالأفضل والأكمل ألا تدعو لأن هذا ينقص من الأجر والثواب ؛ لكن ولو أنه بلغ الأمر مبلغه فادعو الله-تعالى- وقل : اللهم اكفنيه بما شئت فإنه لا حرج عليك في ذلك ، فلقد قال-صلى الله عليه وسلم- : (( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا : من - يا رسول الله - ؟ قال : (( الذي لا يأمن جاره بوائقة )) .
بالاضافة الى ذلك ومن المثير للاهتمام القول أنه في صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يزال يُستجاب للعبد، ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل)) .
فعليك كبح جماح غضبك وصبرك، لما لذلك ثواب عند الله عز وجل ، فإن من الأعمال العظيمة التي يؤجر المسلم عليها تجاوزه عما يلاقيه من إساءات الجيران ولا يقابل السيئة بمثلها، بل يصفح ويعفو ويدفع بالتي هي أحسن، ليظفر بمغفرة الله وأجره وعونه ومعيته، ومحبة المخاصم وقربه. فالله يقول: وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. [التغابن:14]. ويقول سبحانه: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. [الشورى:40]. ويقول سبحانه: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. [فصلت:34-35] ، وبالنهاية ينبغي نصح هذا الجار وتخويفه بالله، فإن انتهى فبها ونعمت، وإلا فيمكن رفع أمره إلى المسؤولين .