ما هي صيغة عقد العهد مع الله تعالى

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يوجد صيغة معينة لعقد العهد مع الله سبحانه وتعالى:
- فالعقد أو العهد : هو إلتزام وإلزام النفس بعمل أو ترك سواء كان فيه حلف يمين أم لا - وبالتالي فهو أشبه بالنذر أو اليمين  وهذا أمر من الأمور التي اختلف فيها الفقهاء:

1- فمذهب الحنفية والمالكية والحنابلة: قالوا أن العقود هي من الإيمان:  لأن اليمين هي عهد الله على تحقيق شيء أو نفيه،

2- أما مذهب الشافعية: فقالوا بأن العقود تكون يمينا بالنية كما في .

3-وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن العقود تكون تارةً يمينًا ونذرًا، وتارة تكون يمينًا فقط؛ فقال - رحمه الله - في "الفتاوى": "والعهودُ والعُقود مُتقاربةُ المعنَى، أو متَّفقة، فإذا قال: أُعاهِدُ اللهَ أنِّي أحجُّ العامَ، فهو نذرٌ وعهْدٌ ويَمين، وإن قال: لا أُكَلِّمُ زيدًا، فيَمينٌ وعهدٌ لا نذر، فالإيْمان تضمَّنتْ معنَى النذر، وهو أن يلتزِمَ لِلَّه قربةً، لزمه الوفاء، وهي عَقْدٌ وعهد ومعاهدة لِلَّه؛ لأنَّه التزم لله ما يطلبُه الله منه".

- وقال كذلك إبن تيمية رحمه الله أن من نقَض العهد الَّذي بينه وبين الله، ويجب عليه التوبة، وكفارة يمين.

-وقال أيضاً: "إن ما وجب بالشرع إن نذره العبد، أو عاهد الله عليه، أو بايع عليه الرسول، أو الإمام، أو تحالف عليه جماعة، فإن هذه العهود والمواثيق تقتضي له وجوبًا ثانيًا، غير الوجوب الثابت بمجرد الأمر الأول، فتكون واجبة من وجهين، بحيث يستحق تاركها من العقوبة ما يستحقه ناقض العهد والميثاق، وما يستحقه عاصي الله ورسوله، هذا هو التحقيق، وهو رواية عن أحمد، وقاله طائفة من العلماء". ثم استدل – رحمه الله - على ذلك بآيات كثيرة، منها قوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ}، ثم قال: "فإن الله أعلن عهده الذي أمرهم به، من بعد ما أخذ عليهم الميثاق بالوفاء به، فاجتمع فيه الوجهان: العهدي، والميثاقي". وهذا القول أقرب للصواب، وأحوط في الدين، وأبرأ للذمة.

- والوفاء بالعهد واجب وملزم به الإنسان: قال الله تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) سورة النحل (91)

- ولذلك ذم الله تعالى فعل الذين عاهدوا الله تعالى على الصدقة ثم بخلوا ولم يوفوا بعهدهم، قال الله تعالى: (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) سورة التوبة (75)

- وقيل أن هذه الآية نزلت في الصحابي ثعلبة بن حاطب الأنصاري:
قال قتادة : هذا رجل من الأنصار قال : لئن رزقني الله شيئا لأؤدين فيه حقه ولأتصدقن؛ فلما آتاه الله ذلك فعل ما نص عليكم، فاحذروا الكذب فإنه يؤدي إلى الفجور.

- وروى علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري - فسماه - قال للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يرزقني مالا .

فقال عليه السلام ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم عاود ثانيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مثل نبي الله لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا لسارت .
-فقال : والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه .
فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ; فاتخذ غنما فنمت كما تنمي الدود ، فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ، وترك ما سواهما . ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمي حتى ترك الجمعة أيضا .
-فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ويح ثعلبة ثلاثا . ثم نزل خذ من أموالهم صدقة . فبعث صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة ، وقال لهما : مرا بثعلبة وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما فأتيا ثعلبة وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى تفرغا ثم تعودا . الحديث ، وهو مشهور .

- وقيل : سبب غناء ثعلبة أنه ورث ابن عم له . قاله ابن عبد البر : قيل إن ثعلبة بن حاطب هو الذي نزل فيه ومنهم من عاهد الله . . . الآية ; إذ منع الزكاة ، فالله أعلم


- المصادر :
1- موقع طريق الإسلام 
2- http://quran.ksu.edu.sa/tafseer