ما هي قصة فتح المسلمين للسودان ودخولها في دين الله تعالى

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 السودان كانت تسمى في السابق بأرض النوبة : وهي الأرض الممتدة من جنوب مصر إلى شمال السودان، ولكنها قد تتراوح في أعلى اتساعها ما بين جنوب الأقصر وجنوب أبو حمد في شمال السودان علي تفاوت في الدرجة الإثنية والكثافة السكانية للنوبة ما بين منطقة وأخرى، ولكن ما ذكرت قد تكون الحدود الطبيعية المعروفة تاريخيا وهي منطقة ذات حضارة عريقة، بل قيل إنها بدأت الحضارة والزراعة قبل مصر الفرعونية.

- وكان الهدف من فتح  النوبة والتي كانت تسمى (بأرض الأساود ) عن طريق القائد المسلم عمرو بن العاص في بداية الأمر هو تأمين الحدود المصرية الجنوبية - حيث أرسل إليهم جيشا بقيادة القائد المسلم ( عقبة بن نافع الفهري الفهري سنة 21ه ).

- ولكن الجيش رجع دون تحقيق شيء، إذ قابله أهل النوبة ببأس شديد، ورجع كثير من المسلمين بأعين مفقوءة، فقد كان النوبة رماة مهرة بالسهام، يصيبون بها إصابات دقيقة حتي في العيون، ولذلك سماهم المسلمون "رماة الحدق" .

-  وبعد عشر سنوات وأثناء ولاية (عبد الله بن سعد بن أبى سرح لمصر فى عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 25ه ) - حيث جهز لهم جيشاً تعداده عشرين ألف مقاتل وسار إلى دنقلة عاصمة النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق، وفي الحقيقة فإن عبد الله بن سعد بن أبي السرح استطاع أن يدوخ مملكة المقرة المسيحية دون أن يقضي علي سلطانها تماما.

-  ثم كانت ( معاهدة البقط ) وكان هذا الصلح فى رمضان سنة 31هـ.
وكانت هذه المعاهدة اقتصادية بإمتياز بين مصر وبلاد النوبة:
-
فمصر :  تمدهم بالحبوب والعدس .
-والنوبة : ترسل الرقيق لمصر.
- فهي في واقع الأمر عبارة عن هدنة أمان أو معاهدة عدم اعتداء وضعت بلاد النوبة في وضع فريد أو مرحلة وسطي بين دار الإسلام ودار الحرب.
- وقد شكلت هذه الإتفاقية طبيعة العلاقات بين مصر وبلاد النوبة طيلة ست قرون، وبهذه المعاهدة دخل الإسلام النوبة، فلم يمض إلا زمن قليل ليسلم أهل النوبة كلهم، وكان صلح عبد الله بن سعد بن أبى سرح مع أهلها فتحا حقيقيا، أنهى كل قتال سبقه بين النوبة وبين المسلمين.

- وكانت أهم بنود تلك المعاهدة ما يلي :
1- عهد من الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعظيم النوبة ولجميع أهل مملكته.

2- عهد عقده على الكبير والصغير من أهل النوبة، من حدّ أرض أسوان إلى حد أرض علوة.

3- إن عبد الله بن سعد جعل لهم أمانا وهدنة، جارية بينهم وبين المسلمين ممن جاورهم من أهل صعيد مصر، وغيرهم من المسلمين وأهل الذمّة.

4- إنكم معاشر النوبة، آمنون بأمان الله وأمان رسوله محمد النبي صلى الله عليه وسلم، أن لا نحاربكم، ولا ننصب لكم حربا، ولا نغزوكم، ما أقمتم على الشرائط التي بيننا وبينكم.

5- على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه، وندخل بلدكم مجتازين غير مقيمين فيه.

6- وعليكم حفظ من نزل بلدكم، أو يطرقه من مسلم أو معاهد حتى يخرج عنكم.

7- وإن عليكم رد كل آبق خرج إليكم من عبيد المسلمين، حتى تردّوه إلى أرض الإسلام، ولا تستولوا عليه، ولا تمنعوا منه، ولا تتعرّضوا لمسلم قصده وحاوره، إلى أن ينصرف عنه.

8- وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم، ولا تمنعوا منه مصلّيا. وعليكم كنسه وإسراجه وتكرمته.

9- وعليكم في كل سنة ثلاثمائة وستون رأسا تدفعونها إلى إمام المسلمين، من أوسط رقيق بلادكم، غير المعيب، يكون فيها ذكران وإناث، ليس فيها شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم، تدفعون ذلك إلى والي أسوان.

10- وليس على المسلمين دفع عدوّ عرض لكم، ولا منعه من حد أرض علوة إلى أرض أسوان.

11- فإن أنتم آويتم عبدا لمسلم، أو قتلتم مسلما أو معاهدا، أو تعرضتم للمسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم بهدم، أو منعتم شيئا من الثلاثمائة رأس والستين رأسا، فقد برئت منكم هذه الهدنة والأمان ونحن وأنتم على سواء، حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

12- علينا بذلك عهد الله وميثاقه وذمّته، وذمّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ولنا عليكم بذلك أعظم ما تدينون به من ذمّة المسيح، وذمّة الحواريين، وذمّة من تعظّمونه من أهل دينكم وملّتكم. والله الشاهد بيننا وبينكم على ذلك.

13- كتبه عمرو بن شرحبيل في رمضان سنة إحدى وثلاثين".

- ولمزيد من التفاصيل أنظر ( هنا