اللغة العربية الفصحى هي اللهجة التي كان يتحدث بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها.
-فكانت اللغة العربية الفصيحة هي اللغة السائدة والمشهورة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم،
-وقد علمنا من السيرة النبوية الشريفة أنه كان من عادة العرب أن يرسلوا أبناءهم إلى البادية لقضاء فترة الطفولة الأولى هناك، ليتعلموا اللغة الفصحى بشكل سليم لأنّ لغة البادية هي لغة سليمة أصيلة.
-وهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي لغة أهل الجنة.
- وكان عليه الصلاة والسلام يتحدث بها وقد نقلت إلينا جميع أحاديثه من عهده إلى زماننا الحالي وقد قال الله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ.) سورة إبراهيم/ آية 4
-وقال أهل العلم والتفسير في تفسير هذه الآية الكريمة: وما أرسلنا إلى أمة من الأمم، يا محمد، من قبلك ومن قبلِ قومك، رسولا إلا بلسان الأمة التي أرسلناه إليها ولغتهم ليبين لهم، وليفهمهم ما أرسله الله به إليهم من أمره ونَهيه.
-ونجد بأن اللغة العربية لا زالت محافظة على وجودها وصفائها بفضل الله تعالى حفظا للقرآن، فإنها لم تتغير ولم تتبدل - فهي محفوظة لأنها لغة القرآن الكريم ولأن الله تعالى قد تعهد بحفظ كتابه - بعكس اللغات العالمية الأخرى التي تغيرت وتبدلت حسب الزمان والمكان.
-وينبغي على المسلم أن يحرص على تعلم اللغة العربية والتكلم بها ويعلمها لأبنائه وأسرته ويحاول أن يتكلم بها معهم وفي محيط عمله وفي كل تعاملاته اليومية، فهي فضيلة ينبغي الحرص عليها .
-ويقول الإمام الشافعي في ذلك عن اللغة العربية:
-يجب على كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما يبلغ جهده في أداء فرضه. وأما ما وراء ما يتأدى به الفرض، فتعلمه مندوب لغير العالم بالشريعة.
- وأما العالم بالشريعة فيجب عليه أن يتعلم من العربية ما يفهم به كلام الشارع قرآنا وسنة،
-وقال الإمام الشاطبي: المقصود هنا أن القرآن نزل بلسان العرب على الجملة فطلب فهمه إنما يكون في هذا الطريق خاصة، لأن الله تعالى يقول: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف:2]، وقال: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) سورة الشعراء آية 195،
وقال الله تعالى: (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) سورة النحل آية 103
وقال شيخ الإسلام: ولا بد في تفسير القرآن والحديث من أن يعرف ما يدل على مراد الله ورسوله من الألفاظ وكيف يفهم كلامه، فمعرفة العربية التي خوطبنا بها مما يعين على أن نفقه مراد الله ورسوله بكلامه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني، فإن عامة ضلال أهل البدع كان بهذا السبب، فإنهم صاروا يحملون كلام الله ورسوله على ما يدَّعون أنه دال عليه، ولا يكون الأمر كذلك.
- ولكن وللأسف الشديد نلاحظ أن كثير من شباب وفتيات المسلمين اليوم لا يعرفون من اللغة العربية إلا القليل ولا يتحدثون باللغة الفصحى، بل أن معظم حديثهم يكون باللغة العامية، والأكثر ألماً أن معظمهم تخلى عن لغته في سبيل إتقان اللغة الإنجليزية - رغم أهمية تعلمها - وأثناء حديثك معه يخلط كثيراً بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية وكأنه يعتز بنفسه أنه يتقن اللغة الإنجليزية!! والتي في الأصل أن لا يستخدمها إلا في مكانها وإذا أو في محيط العمل إذا تطلب منه ذلك.
- وأذكر أحد أساتذة اللغة كان يقول لنا في الجامعة " إذا أردت أن تكون ذا شخصية قوية فعليك باللغة العربية الفصحى، وإذا أردت في المستقبل أن يكون أولادك أقوياء شجعان وعندهم ثقة قوية بأنفسهم فعلمهم اللغة العربية الفصحى ويجعلهم يتحدثون بها فيما بينهم أولاً ثم فيما بينهم وبين أصحابهم والمحيط حولهم " .