من هي قبيلة دوس التي دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم وماذا كان الدعاء

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قبيلة دوس: هي إحدى القبائل العربية التي تنتمي إلى الأزد وهي قبيلة عربية من كبرى قبائل العرب تنتمي إلى نابت. موطنهم الأصلي غرب شبه الجزيرة العربية، قسمهم بعض المؤرخين من حيث المساكن إلى أربعة أقسام: أزد شنوءة وأزد السراة وأزد غسان وأزد عمان. وتفرع من الأزد قبائل كثيرة زادت على ست وعشرين قبيلة كبيرة، ينتمي أشهر تلك القبائل وبطونها إلى: (مازن، ونصر، وهنو، وعبد الله، وعمرو).

- وهي من القبائل التي رفضت الدخول في الإسلام ابتداءً - حيث أسلم منهم الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على قومه دوساً لعصيانهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن دعا لهم بالهداية فقال: (اللهُمَّ اهْدِ دَوْسَاً وائتِ بهم).
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قدِم الطُّفَيل وأصحابه فقالوا: يا رسول الله! إنَّ دَوسْاً قد كفَرتْ وأبَتْ، فادعُ اللهَ عليهاـ فقيل: هلكتْ دَوس ـ، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ اهدِ دَوْساً وائتِ بهم) رواه مسلم.

- ومعنى قول: (هلكتْ دَوس) لأنَّهم ظنُّوا أن النبي صلى الله عليه وسلم سيدعو عليهم فَيستجيبُ الله عز وجل له، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اهد دوسا)، وأمَر الطُّفيل رضي الله عنه بالرجوعِ إلى قومه ودعوتهم إلى الله، والترفُّقِ بهم.

- والمقصود بقوله (وأئت بهم) أي: إلى المدينة مهاجرين، أو قربهم إلى طريق المسلمين،

فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن دعا لدوس بالهداية أمَر الطُّفيل رضي الله عنه بالرجوعِ إلى قومِه ودَعوتِهم إلى اللهِ، والترفُّقِ بهم، فقال: (ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله وارفق بهم، فرجعتُ إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الله، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فنزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من دوس، ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين). ذكره السيوطي في الخصائص الكبرى، والبيهقي في دلائل النبوة، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن هشام في السيرة النبوية وغيرهم.

- ومن هذه القصة نستفيد الدروس التالية:
1- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدعو حتى ولو كان عاصياً أو كافراً - وهذا الذي ينبغي أن يتصف به من يقوم بدعوة الناس إلى الدين.

2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الآخرين وإسلامهم - فبإمكان النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم ولا يهتدوا - ولكن كان شديد الحرص على إسلامهم حتى أسلموا جميعاً.

3- أن الدعاء على الكافرين يكون حسب موقفهم من الإسلام والمسلمين:
- فإذا كان الموقف معادي: فيدعى عليهم، كما دعا على أهلِ مكَّةَ بِالشِّدّة وأن يُريهم سنين كَسِني يوسف، ودعا على صناديدِ قريش لِكثرةِ أذاهم وعداوتِهم، فأُجيبتْ دعوتُه فيهم، فقُتلوا بِبدرٍ، ودعا على الكافرين عقب غزوة أحد فقال: (اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسُلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق) رواه أحمد وصححه الألباني. 

- أما حين يُرْجَى إسلامهم فيدعى لهم بالهداية والرحمة ودخول الإسلام، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالهداية لثقيف ودوس وهمدان وغيرهم.

4- في هذه القصة إعجاز نبوي وهو استجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام كل قبيلة دوس بعد إعراضهم الشديد عن الدعوة الإسلامية ورسولها محمد صلى الله عليه وسلم.