ما هي الدرجة العلمية التي تجعلك مؤهلاً لتفسير القرآن الكريم

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
٠٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
   متطلبات المختص بعلم التفسير ليست مؤهلاً علمياً أكاديمياً كالذي نعرفه اليوم من الدرجات الجامعية: بكالوريوس، ماجستير، دكتوراة......  فلقد نرى الحاصل على الدكتوراة بل والأستاذية في الدكتوراة ليس مؤهلاً لتفسير كتاب الله عز وجل،  كما أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يحملون هذه الشهادات العلمية لكنهم أحسن من فسروا كلام الله عز وجل. فالأمر ليس بالمؤهلات الأكاديمية المعروفة اليوم، إنما وضع العلماء للمفسِّر شروطاً وعلوماً يجب أن يُلمّ بها معمّقاً  قبل أن يتصدر لتفسير كلام الله عز وجل. 

 وبالنظر لهذه الشروط  في المفسّر نجد أنها على قسمَيْن : 

 1 - شروط ذاتية في شخصية المفسّر : أيْ الأخلاق والقيم الروحية التي ينبغي أن تتوفر فيمن سيتحمل مسؤولية تفسير كلام الله عز وجل، وهو  ما يسميه العلماء بـ "آداب المفسّر " مثل: صحة اعتقاده، وإخلاصه لله تعالى، وتجرده عن الهوى وحظ النفس،  وحسن أخلاقه، وتواضعه، وزهده، وامتثاله أوامر الشرع واجتنابه المعاصي، وعدم اعتماده في التفسير على أهل البدع والضلالة، وأن يتبع شروط ومنهجية التفسير. 

 2 - شروط علمية في العلوم التي يُلمُّ بها المفسّر: وهي العلوم العلوم الضرورية للكشف عن معاني وتأويلات كلام الله تعالى، وفهم مراده سبحانه في كتابه الكريم. وهو ما يسميه العلماء بـ" شروط المفسّر " 

  وقد ذكر الراغب الأصفهاني في ( مقدّمة جامع التفاسير ) الكثير منها، أُلخصها أنا فيما يلي:

1 - علم اللغة، ويتضمن: معرفة الألفاظ العربية، ومعانيها، واشتقاقاتها، وتصاريفها، وإعرابها، والبلاغة، وما شابه.  
2 - العلوم المتعلقة بذات آيات التنزيل، مثل: علم القراءات، وأسباب النزول، وقصص القرآن، والناسخ والمنسوخ، والعموم والخصوص، والمجمل والمفصّل،  وما شابه. 
3 - القدرة على ربط الآيات الكريمة ببعضها وتفسير بعضها ببعض كلما أمكن ( تفسير القرآن بالٌقرآن )  
4 - معرفة ما ورد من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الآيات الكريمة، ثم ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم مما عرفوا من تفسير الآيات الكريمة مما شهدوه من أحداث مرافقة لتنزل الوحي، وما شابه . 
 5 - أحكام الدين وآدابه أي علم الفقه والزهد. 
 6 - معرفة البراهين العقلية وكل ما يتعلق بالمنطق وعلم الكلام. 

 ثم بعد كل هذه العلوم  المكتسبة لا بد للمفسّر معها من الموهبة من الله تعالى، أو ما نسميه بـ "الحكمة" وذلك أمرٌ يؤتيه اللّه من عَمِل بما علم، واتقى الله عز وجل. 


 وللمفسّر المعاصر في زماننا هذا شروط اضافية لا بد منها حين يتناول كتاب الله عز وجل بالتفسير، منها: 

1- المعرفة العميقة بعلوم العصر الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها،  ليكون تفسيره مناسباً للغة العصر ويثبت شمولية وعالًمية الإسلام، وليستطيع دحض  الشبهات المُحاكَة ضد الإسلام، والقرآن الكريم، ولينشر الوعي بريادة الإسلام الفكرية والحضارية.

 2 - الوعي بمشكلات العصر وأزماته، ليبين من خلال تفسير القرآن موقف الإسلام منها  وكيفية الوقاية منها ومعالجتها. 

وبالخلاصة على المفسر أن يكون القرآنُ الكريم روحَه وقلبَه  وعملَه، ويتجرد في تفسيره عن كلّ نزعة وتحيز، ويكتسب كل علمٍ ينفعه في فهمه وبيان تفسيره.