ما هي الحكمة من تحريم تعدد الازواج على النساء وما هي عقوبة هذا الفعل في الشرع والقانون

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
لأن ذلك مخالف للسنن الكونية التي خلق الله عليها الكون، وفيه من المفاسد التي لا يقابلها أي مصلحة يرجى تحقيقها من ذلك!

فالله خلق الرجل وهو آدم ثم خلق له حواء ليسكن إليها ويأنس بها وتكون بينهما مودة ورحمة، وجعل قوام ذلك هو الأسرة التي تجمع الرجل والمرأة، وجعل سبحانه في هذه الأسرة وهذا اللقاء بين الرجل والمرأة طريقاً لتكاثر البشر وتناسلهم وبقاء نوعهم، وجعل سبحانه الأسرة هي المحضن لإنشاء الأطفال.

وجعل سبحانه القوامة والقيادة في مؤسسة الأسرة للرجل، لأن الأسرة مؤسسة تحتاج مديراً وقائداً شأنها شان شأن سائر المؤسسات، ولا تصلح أي مؤسسة برأسين، فكانت القوامة للرجل وإن كان مطالباً بمشورة زوجته ومعاشرتها بالمعروف أيضاً.

فهذا تصور مختصر سريع عن الأسرة والحكمة من لقاء الرجل بالمرأة، فليس الزواج هو مجرد لقاء جنسي مجرد تنتهي حكمته وآثاره بمجرد قضاء كل طرف شهوته، كما قد يتخيل الناظر تأثراً بما يرونه في المسلسلات أو بعض أنماط الحياة الغربية.

وإذا فهمت هذا التصور والمفهوم عن الحياة الزوجية علمت يقيناً الحكمة من إباحة التعدد للرجل ومنع ذلك على المرأة.

فالرجل إذا كان مقدرة وميسرة مالية وعنده قدرة على العدل بين النساء، فإن في تعدد زواجه مصالح تربو على المفسدة المترتبة عليه متى راعى الضوابط الشرعية في تعدده وهذا شرط مهم حتى لا يحتج بالقصص الواقعية التي مردها عدم تقوى الله والتزام الضوابط الشرعية.

أما تعدد زواج المرأة فتخيل هذا الأمر كاف للحكم ببطلانه فهو أمر ترفضه الفطرة السليمة ولا يقبله عاقل يعرف ما يقول!

فهل لك أن تتخيل معي امرأة لها ثلاثة أزواج تعاشر كل واحد منهم يوماً على التوالي أي مفسدة في ذلك؟!

فالحمل إذا حصل هو حمل أيهم؟! أليست هذه مفسدة اختلاط الأنساب.
ثم أي سكينة والفة سيجدها الطرفان في هذا اللقاء وهو يعلم أنها بالأمس كانت عند غيره وغداً عند آخر!
وأين أسرة هذه التي تنشأ وتستقر وتزدهر في ظل هذا التعدد والتشتت!
أي رجل عليها أن تطيع أو تستجيب له ومعه!

أليس في هذا دمار للأسرة وللمجتمع وللمرأة وللرجل والولد!

نعم يمكن للمرأة أن يكون لها أكثر من عشيق أو خليل تعاشره بالحرام بغية قضاء شهوة عابرة لا تختلف عن شهوة البهائم شيئاً، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستقيم للمرأة أن يكون لها أكثر من زوج تحترمهم وتطيعهم وتحبهم وتكون معهم أسراً حقيقية تكون محضناً لإنشاء نشئ صالح.

ومثل هذه التساؤلات إنما سببها في الواقع تأثر المسلمين بدعوى المساواة بين الرجل والمرأة وإلا فلم تكن تخطر على بال أحد قديماً، ولكن الهزيمة النفسية التي نحن فيها اليوم جعلتنا نصدق دعوى المساواة ونحسبها حقاً وهي سراب يخدع الناظر إليه!

والله أعلم