ما هي عادات الزواج في الدين اليهودي وهل يرضون بزواج الأقارب

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لكل أمة من الأمم عادات وتقاليد وطقوس تمارسها في الزواج، واليهود هم أمة من هذه الأمم فيعتبر الزواج في الدين اليهودي بمثابةِ ميثاق بين عائلتين بأسرهما وليس فقط بين الزوجين نفسهما، لذلك يجب الوفاء بكل الحقوق المترتبة على الزوج لزوجته قبل إبرام العقد رسميًا؛ فيدفع والد العريس لوالد العروسة مبلغًا من المال يعرف بالمهر بالإضافة إلى الهدايا، وبدور والد العروس يجب منحها جزءًا أو كامل المهر لها، بالإضافة إلى الهدايا المقدمة من أهل العريس للعروس أيضًا، وتشير المعلومات أن الأب الذي يحرم ابنته من مهرها يعد أب قاسي ومتسلط للغاية، كما يستوجب الأمر على والد العروس تقديم الهدايا لها؛ ففي حال كان الأب ميسور الحال يمكن أن يمنحها حقلًا أو بيتًا أو خادمة، ولا بد الآن من التعرف على عادات اليهود في الزواج وأكثرها شيوعًا. 

- ومن أغرب العادات عند اليهود في الزواج:

أولاً: صوم العروسين يوم الزفاف من الصباح حتى انتهاء حفلة الزواج ولو لساعة متأخرة من الليل باعتبار هذا اليوم مبارك.

ثانياً: يقوم العريس برفع طرحة العروس عن وجهها لمشاهدة جمالها ثم يعاود تغطية وجهها مجددا أمام الحضور وذلك تكريماً وإعجاباً بها.

ثالثاً: يقوم العروسين مع الحضور بقراءة سبعة أنواع من البركات والنعم التي حلّت على الزوجين عند إرتباطهما ببعض، ويتم قراءة هذه البركات باللغتين العبرية والإنجليزية.

رابعاً: ترداد عبارة (مازل توف) وتعني الحظ السعيد أو تهانينا - حيث يردد جميع الحضور بعد انتهاء حفل الزفاف جميعًا وبصوتٍ واحد وعالٍ: مازل توف.

خامساً: يقوم كلاً من العروسين بكسر كأس الزجاج ويكون هذا الكأس في كيس قماش ويقوموا بالاحتفاظ به بعد كسره كذكرى يوم زفافهم،والحكمة من هذا الفعل هو كسر القيود بين الزوجين.

سادساً: دوران العروسين حول بعضهما البعض سبع مرات حتى يحموا بعضهم البعض الأرواح الشريرة والحسد والعين.

 ثامناً: توقيع عقد الزواج مع وجود الشهود وقراءته بصوت عالٍ أمام جميع الحضور.

تاسعاً: سير العروسين (نحو الشوباه) وهي عبارة عن مظلة مكونة من أربعة أعمدة، وتحتها يقسم الزوجان على أداء العهود لبعضهما البعض، ويكون ذلك أمام الحاخام ووالدي العروسين.

- أما موضوع زواج الأقارب عند اليهود فموجود عندهم بل ويصل إلى زواج بعض المحارم! فهم يدعون في التوراة أن إبراهيم تزوج أخته من أبيه سارة. 

وفي سفر التكوين الإصحاح 20 يقوم إبراهيم- حسب زعمهم - بإعطاء زوجته سارة (ساراي) لملك جرار (أبيما لك) فجاء الله (حسب زعمهم) لأبي مالك في الليل وقال له ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها فإنها متزوجة ببعل (التكوين الإصحاح 4/20) ثم إن أبيما لك عاتب إبراهيم حسب زعمهم على فعلته تلك فقال إبراهيم -حسب زعمهم - إني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البتة فيقتلونني لأجل امرأتي. وبالحقيقة أيضاً هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي. فصارت لي زوجة (التكوين 20/11-13)

- ويعتبر هذا الكلام كذب وافتراء على سيدنا إبراهيم عليه السلام، فهو قطعا لم يتزوج أخته من أبيه كما زعموا. 
- وتتكرر القصة في سفر التكوين الإصحاح 26 ظ 1-7 حيث يزعمون أن إسحاق أيضاً قدم امرأته إلى ملك الفلسطينيين أبيما لك (يبدو أن لقب أبيما لك لكل ملك فلسطيني) وقال له أن رفقة هي أخته بدلا من أن يقول إنها زوجته. 

ومن معتقدات اليهود في الزواج:

1. أن اليهود لا يحبذون الزواج المختلط الذي يتزوج فيه اليهودي من غير اليهودية أو العكس، بل يحرصون على زواج اليهودي من يهودية، وذلك حرصاً على نقاوة النسل اليهودي وعدم اختلاطه بغيره، فالأسرة اليهودية تعد مؤسسة مغلقة لأن الدين اليهودي بالنسبة إليهم لا يقبل دعوة غيرهم إليه.

2. اليهود يحبذون الزواج المبكر للرجل أو المرأة، ويحرصون على الزواج عموما حتى إن التلمود يصل الرجل غير المتزوج بأنه ليس برجل حقيقي.

3. الزواج يعتبر مسألة دينية عند غالب اليهود لذلك فإن أكثر من 95% من عقود الزواج عندهم تتبع العقود الشرعية الدينية بحسب شريعة التوراة، بينما لا يتجاوز الزواج المدني الذي يخضع للنظام العلماني لا الديني نسبة 5% من الزيجات عند اليهود.

4. الدين اليهودي يسمح للرجل بتعدد الزوجات، ويجعل الرجل هو المسؤول عن الأسرة من حيث النفقة والقوامة، إلا أن القانون المعمول به عند اليهود المحتلين لفلسطين اليوم يمنع ذلك في إطار سيادة قانون الدولة الذي يحاول الفصل بين الدين والدولة للظهور بمظهر الدولة العلمانية لا الدينية، وإن كان المتدينيين لهم نفوذ في دولتهم.

5. الطلاق في الدين اليهودي صعب وليس بالأمر السهل ولا يسمح به إلا في حالات ضيقة جداً، وليس للدولة سلطان لأمر الرجل بطلاق المرأة، وإنما يجب على الزوجين أن يتفقا على ذلك رضائياً، وإن كانت المحاكم قد تدفعهم إلى ذلك من خلال بعض التقييدات والمحددات التي ستدفع الزوجين إلى التوصل إلى انفصال رضائي.

6. يحتفظ اليهود بعلاقات قوية بين بعضهم البعض في الغالب ويساعد في ذلك أنماط العيش الحالية التي تدعم هذا الأمر لكونهم يعيشون في مستوطنات مغلقة على أنفسهم، وبعض العائلات تجتمع مع بعضها كل ليلة سبت.

ومما سبق يظهر أن الأسرة عند اليهود لها منزلة تختلف عن حالها في المجتمعات الغربية الحالية التي فرطت في مفهوم الأسرة ولم تعتن بها، وجعلت الاهتمام الأكبر هو للعلاقات الجنسية وقضائها كيفما كان، لذلك فكثيراً ما تكون الأسر مفككة عندهم ليس بينهم روابط. 
بينما يمكن القول أن أهمية الأسرة عند اليهود يقارب أهميتها عند المسلمين مع فوارق واضحة ومهمة بين الطرفين.