ما هي أهمية أحلام اليقظة عند المراهقين وكيف تلعب دوراً في تكوين شخصياتهم

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
تربية المراهقين
.
٠٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لأحلام اليقظة بحدها الطبيعي أهمية بالنسبة للمراهقين فيهي وسيلة تمكنه من التخلص من التوتر والقلق، فأحلام اليقظة وسيلة في بعض الأحيان للشعور بالراحة بعد جدال طويل ما بين الأهل والطفل، أو ما بين الطفل وصديقة، ومن ناحية أخرى وسيلة للشعور بالقوة، فهي تعمل وبشكل مؤقت على نسيان الواقع وتخيل واقع جديد يعمل على تعزيز ما لدى الطفل من تصور وتوجهه، هنا قد تكون أحلام اليقظة وسيلة ليتخلص الاطفل المراهق من بعض ضعفة بحيث التخيل الذي يسمح له بأن يرى نفسه بشكل أقوى وواثق أكثر سيتحقق عن طريق ما يطلق عليه في علم النفس النبوءة المحققة لذاتها، حيث إن تكرار أحلام اليقظة بدرجة طبيعية واقرانها بالعمل لتحقيق التخيل سبب في تطور الطفل من الناحية الذاتية النفسية.

تساعد أحلام ليقة على الحفاظ على الصحة العقلية الجيدة للطفل المراهق في كثير من الأحيان، فهي وسيلة ذاتية للترفيه النفسي خاصة في حال المرور بالأوقات العصيبة، لا يعني هذا أنها ليست موجودة في أوقات الفرح والسعادة، كما يمكن النظر إلى أحلام اليقظة على أنها دافع من الدوافع التي تحرك الطفل نحو نمو صحيح وذلك من خلال تحقيق الأهداف والإنجازات المتخيلة ضمن أحلام اليقظة، فهي في الأوقات الصعبة سبب ودافع للنظر للجانب الإيجابي وفي أوقات السعادة والفرح سبب ودافع للعمل بجهد أكبر, مما يعني انخفاض نسبة اليأس وزيادة نسبة الأمل، والتخلص من الاكتئاب والشعور بالتفاؤل، وهنا لا بد من التنويه أن تكون أحلام اليقظة في حدها الطبيعي وإدراك أنها مجرد دافع وتخيل يمكن تحقيق جزء منها عن طريق العمل وفي جزء آخر قد يحتمل الفشل أو عدم الإنجاز.

أحلام اليقظة قد تكون وسيلة يمكن من خلالها التوصل لطرق لحل المشكلات بالنسبة للطفل المراهق فهو من خلالها يهرب من واقع حالي ويفكر بطريقة أخرى وبتصور جديد يمكنه من إيجاد حلول لم تكن في محيط إدراكه وقت المشكلة الحقيقية وبالتالي يعود للموقف بما لديه من تفكير وتصور جديد وأسلوب جديد.

تعمل أحلام ليقظة على إدارة العقل بحيث توفر له الاسترخاء، فالطفل في مرحلة المراهقة قد يكون كثير التفكير في الواقع الحالي والمستقبل والماضي ويقوم بعمليات ربط وتحليل لجميع الأمور مما يرفع نسبة الحساسية لدية بطريقة مبالغ فيها وهنا يمكن أن تكون أحلا الليقظة وسيلة يسترخي من خلالها الطل المراهق وتجعله أقل حدة من ناحية الحساسية وبالتالي زيادة نسبة المرونة في التفكير لديه وتقليل تحجر اتفكير. حيث أن ترك أحلام اليقظة والعودة للواقع سيكون بطريقة منعشة للعقل, بعيدة عن الملل وسبب في شحن النفس بطاقة جديدة، وهذا يترك أثره على النفس والشخصية بزيادة الشعور بالقدرة والثقة وتقدير الذات.

تعد أحلام اليقظة من أهم الوسائل التي يمكن أن يستخدمها الطفل المراهق كوسيلة لإدارة الصراع ويطلق عليها في علم النفس (أحلام اليقظة المنظمة) وهي طريقة تسمح للطفل المراهق بمراجعة مواقف معينة قد تكون شخصية أو مكتسبة من خلال الأفلام أو المسلسلات في الذاكرة ومن ثم تخيل سناريوهات جديده شخصية وذاتية تتضمن طريقه التفاعل والتعامل والاستعداد، هذه الأحلام ترفع من جاهزية الطفل للتفكير وتكسبة الكثير من طرق حل المشكلات، مما يعني أنه يكتسب تقدير بالنفس عالي يجعله ينظر باحترام وثقه لنفسه وذاته، ويكون أكثر قدرة على التفاعل الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين، لأنه ومن خلال أحلام اليقظة المنظمة سيكون واعي وبشكل أكبر لنفسه وذاته.

أحلام اليقظة بالنسبة للطفل المراهق سبب في علاج بعض المشكلات الانفعالية والعاطفية، نتيجة طبيعة المرحلة التي يمر بها المراهق نجد أنه قد يتكون لديه الكثير من المشاعر المتضاربة والغير مفهوم والغير قادر على مواجهتها بشكل مباشر فيواجهها عن طريق الأحلام ويتعامل معها بطريقة تحفف من أثرها السبي إن وجد ويعزز أثرها الإيجابي بالمقابل، ومن ناحية أخرى قد تكون أحلام اليقظة سبب في تجاوز حالات انتهاء علاقات الصداقة لأسباب مختلفة وما ينتج عنها من مشاعر سلبية.

كما تعمل أحلام اليقظة على زيادة تركيز الطفل المراهق على ما لديه من أهداف وتصورات، وقد تكون سبب في تنمية بعض المواهب فالتخيل وسيلة من وسائل زيادة الإبداع زيادة القدرة على الإنتاجية وزيادة القدرة على التفكير والتحليل بطريقة مرضية نفسيًا، دون إصدار أحكام من قبل الآخرين، أو الخوف من ردود أفعال الآخرين.
وعليه أحلام اليقظة بالحد الطبيعي والمقبول سبب في إكساب الطفل الثقة بالنفس والشعور بالذات والتيميز وسبب في زيادة العمل والتطور مما يعني اكتساب المكانة المتميزة التي تعود على الصحة النفسية للمراهق بالأثر الإيجابي المتمثل بالرضا النفسي والاعتزاز.