اشتهر العصر الجاهليّ بوفرة الأسواق الأدبيّة الّتي كانت تجمع مختلف القبائل القادمين من أطراف شبه الجزيرة العربيّة لحضور مساجلات الشّعر والمسابقات بين أشهر الأدباء الجاهليّين بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى المتعلّة بالتّجارة والدّين وغيرها. وقد كانت هذه الأسواق تعقد بشكل دوريّ كلّ عام كسوق عكاظ الّذي كان يعقد في مكّة وهو أشهر هذه الأسواق على الإطلاق، ولم يكن سوق عكاظ محفلًا يقتصر على نشاط واحد، بل كانت تتخلّله العديد من الأنشطة، منها ما هو التجاري ومنها ما هو الدّيني بالإضافة إلى النّشاط الأدبي الّذي كان يبرز بشكل خاصّ في سوق عكاظ، حيث يذكر أنّ النابغة الذبيانيّ كانت تضرب له قبّة حمراء من أدم في سوق عكاظ فيأتيه الشعراء ليعرضوا عليه أشعارهم كما يقول الأصمعيّ.
وبالإضافة إلى سوق عكاظ كان هناك سوق آخر يسمّى بسوق ذي المجاز وآخر يسمّى بسوق مجنّة، وقد كانت هذه الأسواق الثلاث هي أشهر الأسواق في تلك الفترة والّتي كان العرب يأتون إليها تباعًا في كلّ عام خلال فترة الحجّ.