ما هو موقف الإسلام من الكابالا

1 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
٣١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الكابالا أو كما يُقال (القبَّالاة)

هي عقيدة يهودية كفريّة، منافية لما جاء به الأنبياء جميعًا في رسالة التوحيد، ومن رأى أنّ فيها خيرًا فقد كفر بما نزل على محمد صلّى الله عليه وسلم.

لأن الكابالا كاتجاه صوفي يهودي تؤمن بأن التوراة – المحرّفة – لها معانٍ وتفسيرات مختلفة عن ظاهر ألفاظها ومختلفة عن التفسيرات الفلسفية للتوراة وحتى بعيده عن ما تحتمله ألفاظ التوراة من معانٍ مجازية، وادّعو أن للتوراة معانٍ وتفسيرات باطنية وأن ألفاظها رموز للمعاني الباطنية. وأخطر ما في هذا التفسير إيمانهم بوحدة الوجود، بمعنى أن الكابالا هي الطريق للاتحاد بالخالق وبالتالي التحكّم بالإرادة الإلهية ما يقودهم إلى التحكّم بالعالَم، فهم يؤمنون أنّ العارف بمعرفته لهذه التفسيرات يترقّى إلى أن يتّحد بالخالق.

وهذا الاعتقاد كفرٌ يُبطل عقيدة التوحيد التي هي أساس الأديان السماويّة جميعها.

وسأقتبس لك بعضًا مما ذكره الكاتب عبد الوهاب المسيري في كتابه موسوعة اليهود واليهودية والصهيونيّة حيث أسهب في الحديث عن عقيدة الكابالا بشكل وافي فقال:

"وحتّى لو اتخذ هذا التصوّف شكل الزهد، فالهدف من الزهد ليس تطويع الذات وإنما الوصول إلى الإله والالتصاق به والتوحد معه والفناء فيه ليصبح المتصوف عارفًا بالأسرار الإلهية، ومن ثم يصبح هو نفسه إلهًا أو شبيه بالإله. والمتصوّف في إطار حلولي لا يكترث إلا بذاته، ولذا فهو لا يتحرك في الزمان والمكان الإنسانيين ولا يأتي بأفعال في التاريخ ولا يهتم بإصلاح الدنيا بل يضع نفسه فوق الخير والشر وفوق كل القيم المعرفية والأخلاقيّة. فالتجربة الصوفيّة التوحيديّة تطويع للذات وطاعة للخالق وإصلاح للدنيا. أما الثانية فهي تحقيق للذات وتطويع للخالق وبحث عن التحكم في الدنيا".[1]

ولابد من التنويه أخيرًا إلى أنه بسبب طبيعة هذه العقيدة الحلولية المتسلطة الفاسدة جاء ارتباطها الشديد " بالسحر والتنجيم وقراءة الكف وتحضير الأرواح وعمل الأحجبة .."

لذا كان موقف الإسلام منها واضحًا بردّها جملةً وتفصيلًا وتكفير من اعتقدها.



[1]  موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية / عبدالوهاب المسيري / المجلد الخامس / ص163 - 164