ما هي أهم أفكار الكابالا ومعتقداتها اليهودية

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٨ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
ما هي الكابالا :

يدل مصطلح القبّالاه ( او الكابالا ) على مذهب يهودي باطني في تفسير الكتاب المقدس يقوم على افتراض أن لكل كلمة ولكل حرف معنى خفيا، ويتضمن نظريات مستوردة من فلسفات أخرى لتفسير وفهم الخلق وطبيعة البشر وحقيقة الروح والقدر،وهو يشابه بذلك المذهب الباطني الذي ظهر في قديما وانتسب أصاحبه للإسلام وزعموا أن لكل شيء في القران تفسير خفي يخالف ظاهرها لا يعلمه إلا خواصهم وعلماؤهم .
ويحاول أتباع الكابالا اليوم نشره عالميا بمعزل عن الدين اليهودي بحيث يُقدم كفلسفة روحانية يمكن اعتناقها دون أن يغير المرء دينه.

يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعة اليهودية : إن القبالاه هي مجموعة التفسيرات والتأويلات الباطنية والصوفية عند اليهود، فاسمها مشتق من كلمة عبرية تفيد معنى التواتر أو القبول أو التقبل أو ما تلقاه المرء عن السلف، أي «التقاليد والتراث», وكان يُقصد بها أصلاً تراث اليهودية الشفوي المتناقل فيما يعرف باسم «الشريعة الشفوية»، ثم أصبحت الكلمة تعني منذ أواخر القرن الثاني عشر «أشكال التصوف والعلم الحاخامي المتطورة»، وقد أطلق العارفون بأسرار القبَّالاه على أنفسهم لقب “العارفين بالفيض الرباني”، ويمكن القول إن هذا المذهب يمثل الجانب الصوفي الباطني لليهودية. [موسوعة اليهودية، 14/ 17].

يقول باحثون متخصصون في الغوص بأسرار القبالاه إن هناك جزءا خفيا وراء ما يعلنه “حكماؤها” من الاندماج بالإله، فالحقيقة هي أن فكرة الاتحاد بالإله تطورت إلى الاتحاد بالشيطان نفسه عبر السحر، وذلك بعد أن تداخلت العقيدة اليهودية الحلولية بالأفكار الثنوية (ثنائية الإله)، فنتجت فكرة تأليه إبليس كإله أرضي مقابل للإله السماوي، ومن ثم فإن إبليس وشياطينه يقدمون لهم عبر طقوس السحر -من باب التضليل- من الخدمات والقدرات الخارقة ما يكفي للاعتقاد بألوهيته، لكن هذه الأسرار لا تُكشف إلا لمن يرتقي إلى أعلى الدرجات كما هو حال الجمعيات السرية التي تستمد بناءها الفكري من القبالاه، في حين يعلن بعض أتباعهم أن السحر ليس إلا علما خاصا أنزله الخالق إلى البشر عن طريق الأنبياء ليبلغوه إلى الحكماء. 

 أبرز أفكار ومعتقدات الكابالا:
1.  يؤمن أصحاب مذهب الكابالا بأن الإنسان محاط بقوى شريرة، وينبغي مواجهتها والتغلب عليها بوسائل مختلفة، ومن ذلك وضع تعويذة الخيط الأحمر حول المعصم، وهو في حقيقة الأمر أهم رمز من رموز هذا المذهب المنحرف. 
ويزعم حاخامات الكابالا، أن الخيط الأحمر المصنوع من الصوف له قوة سحرية عجيبة، ويكفل حماية الفتاة التي تعقده حول معصمها من التصرفات الطائشة، ويبعد عنها تطفل سائق التاكسي ويزيد جاذبيتها. 
2.يؤمنون بتناسخ الأرواح ويعتقدون أن روح الإنسان أزلية. 
3. يعتقد أصحاب مذهب الكابالا بأن السحر منقول إلى البشر عن طريق الحكماء الذين نقلوه عن الأنبياء، ولذلك يتداخل السحر بالمذهب الكابالي تداخلًا كبيرًا. 
4. لأتباع هذا المذهب كتاب خاص اسمه "زوهار" وهي كلمة آرامية تعني النور، وهو كتاب مشحون بالسحر البابلي وخرافات القرون الغابرة، ويصنف في 23 مجلدًا، ويكتنفه الغموض والتعقيد، وهو مكتوب باللغة الآرامية وقد ترجم إلى الإنجليزية، لكنها ترجمة غير مفهومة ومشبعة بالألغاز والأحاجي المبهمة، وقد تم ذكره سابقًا. 
5. يشتهر المذهب بممارسة الرجم بالغيب، من خلال مجموعة من الأوراق "الطاروط"، وهو أمر يتناسب مع السحر والشعوذة والطلاسم التي يقوم عليها المذهب. 
6.يهتم القباليون بما يسمى حساب الجمّل (جماتريا) والاختصارات (نوطيرقون)، وأصبحوا يستنتجون منهما معاني الكلمات وأسرارها ويتنبؤون بمستقبل الأحداث.
و يعتبر فلاسفة القبالاه أن التوراة هي مخطَّط الإله للخلق كله، ولكن فهمها لا يتم إلا عبر التفسير الباطني، فكل كلمة فيها تمثل رمزاً، ولكل علامة أو نقطة سراً داخلياً، وبما أن الأبجدية العبرية مقدسة فهي ليست مجرد حروف، بل تنطوي على قوى خفية، وبالذات الأحرف الأربعة التي تكوِّن اسم يهوه (الإله).


الكابالا في وقتنا المعاصر 

واشتهرت الكبالا حديثا من خلال استقطابها لما يسمى  بالنجوم ومشاهير الرياضة والفن كما هو حال منظمة “المتنورين” الماسونية، ومن أبرزهم لاعب ريال مدريد السابق ديفيد بيكهام وزوجته المطربة فيكتوريا، وعارضتا الأزياء ناعومى كامبل وباريس هلتون، ومغنية البوب مادونا التي اتخذت الاسم اليهودي “إستر” مرادفا لاسمها، والممثل آشتون كوتشر الذي زار مراكز القبالاه في تل أبيب وصفد عام 2013 وقال “إن إسرائيل قريبة وعزيزة على قلبي”، وغيرهم كثير.
ويعلن هؤلاء المشاهير وغيرهم الولاء للقبالاه بارتداء “تميمة حمراء” على معاصمهم، وهي خيط من الصوف الأحمر يتم اقتطاعه من خيوط طويلة يلفها القباليون حول قبر راحيل في فلسطين، بزعمهم أن هذا الفعل يشحن الطاقة التي يبثها القبر، ثم يقسم الخيط ويباع حول العالم. علما بأن بعض مواقع القبالاه تعترض على هذه الظاهرة وتعتبر أنها تشوه أسرار وحكمة أسلافهم.


المصادر :
موسوعة السبيل ، إشارف أحمد دعدوش ( https://al-sabeel.net)
موقع حكمة الكابالا ( http://www.kabbalah.info/ar/)
موقع سطور ( https://sotor.com)