التسامح الذي هو من الأخلاق النبوية والذي قد تخلّق به كل الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم من الصالحين وأهل الإيمان لهُ فضائل عدّة وله آثار إيجابية على الفرد وعلى المجتمع المحيط به كله. فحين نسامح بعضنا فإننا نفتح المجال لتدفق المحبة والمودة بيننا في علاقاتنا الإنسانية وهذا يجعل حياتنا أكثر سلاما وسكينة وطمأنينة.
وحين نسامح بعضنا فإنَّ مساحة الخلاف والنزاع تضيق وتصغر فتقل النزاعات والشجارات ويفتح الباب للمصالحة مع الذات ومع الآخر مما يعني أن الهدوء والسلام الداخلي سيأخذ حيّزا واسعا وبالتالي سيقل التوتر إلى الحد الأدنى وتتراجع المشاعر السلبية التي تؤثر على صحتنا النفسية والبدنية وبالتالي ستقلّ الأمراض التي تنتشر بسرعة أكبر نتيجة للتوتر . كما أنَّ التسامح يجعلنا نستغل وقتنا في القيام بإنجازات مبدعة ومفيدة بدل الإنشغال بكيفية تنفيذ رغبة الإنتقام وإضاعة الوقت في القيل والقال .
إذن فلنعمل على جعل التسامح منهجا في الحياة لأن ذلك ما يحبه الله وقدوتنا في ذلك نبي الرحمة شفيع الأمة الذي كان يعفو عمّن أساء إليه بل ويقابل الإساءة بالإحسان والرحمة عليه صلوات الله وسلامه في كل نفسٍ ولمحة.