ما هو سبب نزول سورة المزمل وما هو سبب تسميتها

1 إجابات
profile/إسلام-علي-الخضيرات
إسلام علي الخضيرات
ماجستير في الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزيه (٢٠١٩-حالياً)
.
١٣ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
ذكر أهل التفسير أسباب كثيرة لسبب نزول سورة المزمل؛ لكن لاوضح أمرا ان المقصود بالاسباب التاليه هو مانزل في الآية الاولى تحديدا من السورة هذا ما ذكر في المصادر وهي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)اما الأسباب هي :
1- هو أن أهل قريش اجتمعوا في دار الندوة فاقترح مشركين مكة لو انهم يسمون النبي عليه السلام إسما يجعل الناس يصدون عنه وبدأوا باقتراح الأسماء منهم من قال :كاهن واعترض منهم وقال : لكنه ليس بكاهن ؛ ومنهم من قال :مجنون ؛ وأخرون : ساحر ولم يتفق أحد على ذلك وتفرقوا بدون اتفاق وبلغ النبي عليه السلام ماحصل فتزمل في ثيابه فأتاه جبريل عليه السلام  بهذه الآية .
2- ارتبط نزول سورة المزمل ببدء الوحي ؛ حيث ورد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في غار حراء للعبادة وعندما نزل من الغار سمع ملكا يناديه وعندما رفع رأسه ورآه كان جبريل عليه السلام جالسا بين السماء والأرض على كرسي فرجع لأهله وقال :زملوني زملوني .

أما سبب تسميتها بالمزمل هو :
بسبب بدايتها في الآية الكريمة :"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)"
وهي سورة مكية وترتيبها في المصحف الثالث والسبعين في الجزء التاسع والعشرين  وكانت من أوائل السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ؛ وورد فيها التقسيم الجميل الذي بين لنبي صلى الله عليه وسلم كيفية قضاء وقته حتى يتمكن ويعينه ذلك على القيام بأعباء هذه الامانة والرسالة التي كلفها الله بها قال تعالى :" إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا".
ويمكنني ذكرها هنا:
1- بدايتها وعلى رأسها هي قيام الليل  ومن الجميل ذكره هنا أن هذه السورة غالب مايرتبط ذكرها بعبادة قيام الليل ؛ قال تعالى :"قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ ..".
2- ترتيل القرآن وليس فقط القراءه إنما بتأني وترتيل ؛ قال تعالى:"وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلً".
3- المثابرة على العمل بالنهار لأنه خصص لذلك ؛ قال تعالى :"إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلً"
4-المداومة على ذكر الله في كل الأحوال والاوقات؛ قال الله تعالى:" اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلً".
5- التحلي بالصبر في جميع الاحوال والامور؛ قال تعالى :"وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا".
6- ويختم هذه المهام بقوله تعالى :"إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا".

واعتنت الآية الأخيرة بالإهتمام بالوقت والدقائق والثواني؛ والحث على قيام الليل وورد فيها مراعاة الله لعباده والتخفيف عليهم بعدم ضرورة قيام الليل كله لعلمه السابق تعالى بعباده من مريض لا يستطيع قيام الليل كله ومن يسعى في الأرض لتحصيل الرزق الحلال ومن يسعى للحث على دعوة الله تعالى ونشر رسالته وتبليغها ؛قال الله تعالى :" إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20).

دمتم متدبرين لكتاب الله تعالى عاملين لما أمر به.