ليس هناك سبب نزول خاص للسورة مذكور لكن ذكر في كتاب لباب النقول في أسباب النزول في سبب نزول الآية الرابعة من السورة وهي قوله تعالى "ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا" أنها نزلت في الحارث بن قيس السهمي، وهو المسمى "ابن الغيطلة" وكان أحد المستهزئين المؤذين للنبي عليه الصلاة والسلام .
المقصد الأساسي من السورة :
فسورة غافر سورة مكية، وطبيعة السور المكية أنها تعالج أصل الصراع بين الحق والباطل وهو العقيدة، فتجدها تقرر بعض مواضيع التوحيد والألوهية وتذكر باليوم الآخر وتذكر الأدلة على ذلك ، ثم تعرض لبعض قصص الغابرين تذكرة وعبرة للمعتبرين ، وسورة غافر على هذا السياق .
فموضوعها الأساسي الذي يجمع الآيات هو موضوع التوحيد والعقيدة خاصة قصية البعث مصير المؤمنين ومصير الكافرين ، وذكر بعض الأدلة على ألوهية الله واستحقاقه سبحانه لإفراده بالعبادة، مع ذكر طرفاُ من قصة موسى عليه السلام مع فرعون وتميزت هذه السورة بعرض قصة مؤمن آل فرعون التي لم تعرض في سورة أخرى، لذلك كان من أسماء هذه السورة " المؤمن".
أما تفصيل مقاصد السورة :
1. بيان أن جدال الكفار سببه في الحقيقة ليس غياب الدليل وإنما الجحود والعناد .
2. ذكر استحقاق لله للتوحيد وهي القضية التي أنكرها الكفار ، ثم الإشارة إلى حالهم يوم القيامة بذكر مشهد من مشاهد يوم القيامة وحال الناس فيه.
3. التذكير بمصير الأمم الغابرة المكذبة لأخذ العبرة منها ، مع التركيز على قصة فرعون وموسى ومؤمن آل فرعون ، والحوار الراقي الذي صدر من هذا المؤمن والذي فيه أبلغ الموعظة والتذكرة بأرق عبارة وأشفقها.
واختيار قصة مؤمن آل فرعون للتركيز عليها سببه - والله أعلم - أن نزول السورة كان في فترة الدعوة المكية التي فيها المسلمون في حال استضعاف فناسب أن يذكر الله للمؤمنين مثل هذا المؤمن الذي كان مستضعفاً كحالهم .
4. ثم عرجت السورة على ما آل إليه حال المتجبرين في الدنيا وعرض حالهم يوم القيامة ، ليكون في ذلك تعزيزاً للمؤمنين ودعماً لهم .
5. ثم تكلمت السورة عن بعض قضايا التوحيد وذكرت الأدلة على ذلك ، وخاصة مسألة إفراد الله في الدعاء ، والبعث يوم القيامة .
6. ثم عادت السورة إلى تخويف الكفار وتهديدهم بمصير السابقين لعلهم يتعظون ويعتبرون.
والله أعلم