ما هو حكم قراءة عدية يس على الظالم وما هي طريقتها الصحيحة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
   عِدِّية ياسين من البدع والتي  ليس لها أي أساس من الصحة،  ولا أي أصل ولم يرد
 بشأنها شيء، لا في الكتاب ولا في السنة النبوية،

ولكن مع الأسف تجدها  جارية على ألسنة الناس، فبعض الناس يعتقد  بأن قراءة سورة يس بأعداد معينة ومن ثم قراءة  دعاء "اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ بِحقِّ ما قَرأتُ مِن القُرْآنِ الكَريمِ: أنْ تَحْفظَني مِن السُّوءِ، وتَرْفَعَ عَنِّي ظُلْمَ الظَّالِمينَ)  أنها سبب في هلاك الظالم وقد تتسبب له بالأذى أو ترد ظلمه عنه.
كما أن بعضهم يعتبرها  جزء من دعاء المظلوم على الظالم، وباعتقادهم بأن لها أثر كبير وقوة على هلاك الظالم.
وطريقة طريقتها كما يعتقدون
- بأن  من وقع عليه الظلم من أي شخص  أن يقرأ  سورة "يس 7 مرات،  ويقرأ آية {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} 14 مرة، وبعد الانتهاء من قراءتها يقرأ الدعاء المذكور سابقا.

- فهذا كله لا أثر له ولم يثبت لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن السلف الصالح ولكنها بدعة ابتدعها بعض الناس لجهالتهم بذلك.

ولا شَكَّ أنَّ قراءةَ القُرْآنِ  كله دون استثناء فيه خَيْرٌ كثيرٌ، وثَوابٌ عظيم وجزيلٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى،
والذي وَرَدَ في  تخصيص سورة يس منَ الفَضائل في الأحَادِيثِ حَكَمَ أهْلِ العِلْمِ بالضَّعْفِ أوِ الوَضْعِ،
وينبغي أن ننوه إلى مسألة مهمة بأن  الدُّعاء عمومًا لا يؤثِّر بذاته، ومن يعتقد بأنَّ الدُّعاء هو الذي يؤثِّر بذاته، فقد أشركَ - إنَّما هو سبب للمقصود وبأن الذي يؤثر في حدوث الشيء هو الله جلَّ جلاله والعياذ بالله فالله تَعالى هو المستجيب للدُّعاء والمسبِّب، وهو النَّافع، وهو الضَّارُّ

وكون العمل بها من البدع ولم يثبت لها أي صحة بذلك فلن يكون لها  أي قراءة  صحيحة ثبتت  النبي صلى الله عليه وسلم

والأصل بالمسلم أن يلجأ إلى الله تعالى في كل شيء وإذا أحس بالظلم أن يدعوا الله تعالى بيقين لأن دعوة المظلوم لا ترد لقول النبي صلى الله عليه وسلم (اتَّقِ دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)  -وفي هذا الحديث يحذر النبي عليه الصلاة والسلام من دعوة المظلوم، وأن يتذكر الظالم عقوبته عند الله تعالى كما أنه جاء في بيان شأن  الظلم عند الله  تعالى بقوله: (فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) 
دعوة المظلوم مستجابة بإذن الله تعالى   إذا توافقت مع شروط الدعاء، كأن يكون مطعمه حلال وملبسه حلال  أو غير ذلك،  وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن:  وذكر فيها دعوة المظلوم..) رواه ابن ماجه،
  كما أنه ليس شرطاً أن يكون المظلوم مؤمناً، فدعوة الكافر المظلوم تصعد إلى الله تعالى؛ لأن كفره على نفسه كما جاء في رواية أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (دعوة المظلوم وإن كان كافرا ليس دونها حجاب) رواه أحمد في مسنده.
وفي الحديث بيان بأن الله تعالى تكفل بنصرة المظلوم ولو بعد حين 

 وقد حذرت الشريعة الإسلامية من الظلم والوقوع به لما يترتب عليه من عواقب سيئة على  المجتمع بشكل عام والأفراد خاصةً  وإن من الواقع بأن الحياة لا تستقيم  بدون عدل، لذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ترسيخ هذا المبدأ والعمل به، وأرشدنا إلى  اتقاء دعوة المظلوم، كما ورد عنه في دعائه: (... وأعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلم)