لا يجوز طلب فعل السحر ولا تعلمه ولا تعليمه مهما كانت النية وكان القصد، فالسحر يعد من كبائر الذنوب، ومن السبع الموبقات، ويكفر الساحر بتعلمه للسحر أو تعليمه لغيره سواء اعتقد تحريمه أو إباحته.
-أما من يحتج على إباحة تعلم السحر بحديث (تعلموا السحر ولا تعملوا به) فهذا حديث باطل ومنكر ولا أصل له، ولم يثبت صحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾ [سورة البقرة: 102] فيه إشارة إلى أنَّ تعلُّمَ السحر كُفْر.
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، وذكر منها السحر).
- كما نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان السحرة:
فقد صح عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أحمد، ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح.
- قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط:
"وأما حكم تعلُّم السحر، فما كان منه يُعظَّم به غير الله من الكواكب والشياطين، وإضافة ما يُحدِثه الله إليها، فهو كفر إجماعًا، لا يحل تعلُّمه ولا العمل به، وكذا ما قُصِد بتعلُّمه سفْكُ الدماء، والتفريق بين الزوجين والأصدقاء.
وأما إذا كان لا يُعلَم منه شيء من ذلك؛ بل يحتمل، فالظاهر أنه لا يَحِل تعلمه، ولا العمل به.
وما كان من نوع التخييل، والدجل، والشعبذة، فلا ينبغي تعلُّمه؛ لأنه من باب الباطل، وإن قُصِد به اللهو واللعب، وتفريج الناس على خفة صنعته، فيُكْرَه"
- والله عز وجل قرن السحر بالشرك. فالشرك من أعظم كبائر الذنوب قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴾ سورة النساء (51-52).
فالسحر خطير جدا ومن أخطر أسحلة الفجرة والظلمة. وتبدأ معاناة المسحور بذلك السحر وهناك الكثير من الناس تعرضوا للسحر وأصابهم الأذى من مرض وتفريق وربط وغيره.
- وبعض الناس يقول لك إن ما تكلم به الساحر بخصوص مشكلتي صحيح فنرد عليه بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: سأل أناس رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال: (ليسوا بشيء)، قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدِّثون أحيانًا بالشيء يكون حقًّا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجني، فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثرَ من مائة كذبة) متفق عليه.
- ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "يكتبون كلام الله بالنجاسة، وقد يقلبون حروف كلام الله، إما حروف الفاتحة، وإما حروف ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، وأما غيرهما، إما بدمٍ وإما غيره، وإما بغير نجاسة، أو يكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان، أو يتكلَّمون بذلك"
- وعلاج من شك أو تيقن بأنه مسحور أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ويطحنها ويضعها في إناء ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها آيات الرقية الشرعية وبعد القراءة على الماء يشرب منه، ويغتسل بالباقي، ويحافظ على ذلك مدة سبعة أيام وأكثر حتى يجد تحسن في نفسه.
- كما عليه أن لا يغفل عن الاذكارات الصباحية والمسائية وأن لا يترك قراءة سورة البقرة في البيت يومياً وذلك لحديث الشريف الذي رواه أبو أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة) أخرجه مسلم.