الصحيح والأرجح ألا يحتفل بعيد الميلاد مطلقاً، سواء في نفس يومه أو في يوم آخر، وسواء سمي يوم ميلاد أو عيد ميلاد.
والسبب في ذلك أن الحكمة والعلة من عدم الاحتفال بهذا اليوم ترجع إلى أمرين:
الأول: أن في ذلك نوع من التشبه بالكفار، لأن هذه العادة إنما دخلت إلينا منهم، وتقليداً من المسلمين لهم في طريقة حياتهم وعاداتهم، وهي وإن قيل إنها عادة دنيوية ولكن مجرد هذا التقليد الذي لا فائدة فيه تمنعه الشريعة لأنه دلالة على الهزيمة النفسية عند صاحبه، ولأن المشابهة في الهدي الظاهر - كما يسميها العلماء - يعني طريقة الحياة والعادات تورث صاحبها المشابهة في الهدي الباطن يعني في الاعتقادات والأخلاق، والشريعة تحرص على وجود تميز بين المسلم وغير المسلم.
فإنك ترى شباب المسلمين اليوم لما يتعلقون بلاعب كرة أو ممثل تراهم يحرصون على مشابهته في لبسه وشكله وطريقة حياته وهذا سينعكس على باطنهم ولا شك.
وهذا كله بخلاف الاستفادة منهم في الأمور العلمية أو الصناعية التي توجد فائدة حقيقة منها للإنسان ولا تنعكس على أخلاق الإنسان واعتقاده.
الثاني: أن تخصيص يوم معين بالاحتفال خلال السنة بحيث يتكرر هذا الاحتفال بتكرر السنوات، إنما مرجعه إلى الشريعة وليس إلى العادات، والدليل على ذلك أن رسول الله لما قدم المدينة فوجد للأنصار يومين يلعبون فيهما فسألهم عنهما فأخبروا أنهما يومان من أيام الجاهلية كانوا يتخذونها للهو واللعب، فقال (قد أبدلكم الله خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر).
وانظر كيف أن النبي سماهما (يوم الأضحى ويوم الفطر) لتعلم أن المسألة لا تتعلق بمجرد تسميته عيداً أو يوماً، لأن العيد أصلاً مأخوذ من العود فكل يوم يتكرر ويعود بمرور السنين الاحتفال به فهو عيد وإن سميته يوماً!
وقد جاء عن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (يشرب ناسٌ من أمتي الخمرَ ويسمُّونها بغير اسمِها( رواه ابن ماجه)، وهذا الحديث وإن كان في الخمر ولكن يقاس عليه كل منكر استحله الناس من خلال تغيير اسمه فقط للتحايل على الحكم الشرعي.
والله أعلم