ما هو حكم تهنئة صاحب يوم الميلاد دون عمل احتفال وهل يجوز الأكل من ولائم أعياد الميلاد

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا ينبغي للمسلم التهنئة بمثل هذه المناسبات أو الاحتفالات، ولا ينبغي له حضور مثل هذه الأعياد وإقرارها والأكل من ولائمها.

والسبب في ذلك: أن التهنئة بهذه المناسبات والمشاركة فيها وإظهار الفرح والسرور والأكل مما يقدم فيها، إنما ينبني في الأًصل على حكم هذه المناسبات والاحتفالات، فإن كانت مباحة فالتهنئة والمشاركة والأكل فيها مباح ، وإن كانت محرمة فكل ذلك محرم، وإن كانت مكروهة فكل ذلك مكروه.

والاحتفال بأعياد الميلاد الراجح فيه أنه محرم - أو لا يقل عن الكراهة-، والسبب في ذلك أو الدليل عليه أمران اثنان:

الأول: أنه من التشبه المذموم بالكفار، ومنع التشبه بغير المسلمين أصل متقرر في الشريعة، وقد جاء في الحديث (ومن تشبه بقوم فهو منهم) (رواه أبو داود).

فهذا الحديث يخبرنا أن التشبه بالناس في عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم يورث هذا المتشبه التشبه بهم في الباطن فيصبح كأنه منهم، لذلك نهتنا الشريعة عن التشبه بغير المسلمين في أمور دينهم أو عاداتهم وتقاليدهم وطريقة حياتهم ولباسهم.

الثاني: أن الاحتفال وتخصيص يوم ليكون عيداً في السنة يتكرر الاحتفال بعوده كل سنة إنما مرده إلى الشريعة وليست عادات الناس ورغباتهم، لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام الأنصار عن الاحتفال واللعب في اليومين اللذين اعتادوا على اللعب فيهما في الجاهلية وشرع لهم عيدا الأضحى والفطر فقط.

ثم ما الفائدة من مثل هذا الاحتفال؟ وبأي شيء نفرح فيه؟

إن قلت: نفرح بولادة المولود وهذه نعمة نشكر الله عليها!

فالجواب: أنه شرع لنا في مثل هذا المقام العقيقة والتهنئة بولادة المولود ، وكلامنا ليس عن الفرح بالولادة، ولكن عن تكرر هذه الاحتفال كل سنة، مع أن مرور السنوات وتعاقب الليل والنهار أمر كوني لا دخل للعبد فيه ولا إنجاز فيه، وهو في الواقع يقربك من أجلك وقبرك فبماذا تفرح؟!

قد تقول: إنما هو طفل صغير ونريد أن نفرحه!
فالجواب: ليكن إسعادك لهذا الطفل فيما فيه منفعة أو تنشئة له على ما هو صالح ويغرس فيه المعاني والأخلاق الحسنة، مثل حفظه للقرآن أو لجزء منه، أو صلاته أو لبس البنت الحجاب أو حتى إتقانهم مهارة معينة أو نجاحهم في المدرسة أو شيء في حياتهم، بحيث يشعر الطفل أنه لأجل هذه النجاح صار محط تقدير ومدح فيتشجع أكثر ويكن في ذلك دافع لغيره من الأطفال على الاقتداء به.

وأنا أنصحك أن تنصح من حولك بهذا وتشجعهم على مثل هذه الأمور والمعاني العظيمة عوضا عن مجاملة الناس في مناسباتهم بما ليس بمحمود في الشريعة، إلا إذا خفت تقطيع الأرحام لعدم حضورك فعليك أن تتقي الله ما استطعت في هذه الحال.

وكلامي إنما هو في الاحتفال الذي خلى من المنكرات كالموسيقى أو الاختلاط المحرم، أما إذا اشتملت الحفلة على مثل هذا فالحكم في شأنها واضح ويزداد حرمة إلى حرمة .

والله أعلم